اعادة التوازن للسفينة
اعادة التوازن للسفينة
اعادة التوازن في سفينة العمل
عندما تواجه الشركات والمؤسسات معضلة معينة، أو تمر بأزمات كالركود الاقتصادي مثلا، فإن هذه المؤسسات تلجأ على حلول من أجل تفادي الانهيار، وأحد وأكثر هذه الحلول التي تمارسها الشركات بشكل واسع يتمثل في ( تسريح الموظفين والاستغناء عن بعضهم من اجل تقليل النفقات)
فهل يا ترى هذا الحل في تسريح الموظفين وتقليل اعدادهم يساعد الشركات على الخروج من حالة الانهيار؟
وهل هذا الحل يعيد للمؤسسة التوازن،
وهل تسريح الموظفين هو الحل الانجع والوحيد لإعادة التوازن للسفينة؟
لكن
في المقابل، أليس من حق الشركة أن تعمل معالجة للنفقات وأكثر هذه النفقات هي النفقات الثابتة المتمثلة في الرواتب؟ ألا يعد الخطر الذي داهم الشركة هو نذير لاعادة التصحيح في الشركة وفي الكوادر العاملة فيها؟ وأليس تقليل الموظفين عامل في تنمية الإيراد وعامل في تنمية وتطوير الموظف ومسرع لانجازه؟
المحور الرئيس في تعظيم أصول الشركات.
الهدف الأساسي للشركات محصور في الجانب المالي وزيادة الأرقام المالية، ولكن الهدف الاسمى هو تعظيم أصول الشركة وافضل وأعظم هذه الأصول في العصر الذهبي للذكاء الاصطناعي هو الأصول غير الملموسة، وهذا الأصل يجعل الشركة في مصاف الشركات الكبرى على رغم أنها لا تمتلك أصول ملموسة
شركة اوبر
يضرب المثل بشركة اوبر انها الشركة التي لا تمتلك سيارة واحدة
شركة اوبر مثال للشركات العالمية التي تمتلك أصول غير ملموسة وهذا الأصل هو نظام العمليات المتمثلة في تطبيق اوبر المنتشر في العالم والسمعة التي تمتلكها وهذه أصول غير ملموسة.
تسريح الموظفين في الميزان.
في الاعتقاد الدائم لدى كثير من المدراء التنفيذيين ان تسريح الموظفين والاستغناء عنهم يقلل المصروفات، ولذلك من المعالجات التي تطرحها الشركات في حال حصول أي ركود اقتصادي أو تدهور في الوضع العام للشركة هو العمل على تسريح الموظفين وتقليل أعدادهم، وذلك من أجل أن تحقق الشركة ربحا معقولا، أو تقلل الخسارة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل تسريح الموظفين سيؤدي إلى زيادة الإيرادات؟
الواقع يقول بأن تسريح الموظفين قد يؤدي إلى تقليل المصروفات وتحقيق الربحية ولكن لن يؤدي إلى زيادة الإيرادات؛ لأن الإيرادات لا تزيد بنقص المصروفات حتى وان ارتفعت الربحية.
فشركة تمتلك خط إنتاج وتنتج عدد معين يوميا لن تستطيع أن ترفع مستوى الإنتاج بنقص عدد الموظفين، فسيظل الإنتاج كما هو، هذا إذا لم ينقص الإنتاج بسبب سوء الإدارة ونقص الموظفين كذلك.
متى ترفع الشركات من إنتاجيتها؟
الموظف في شركات الصرافة الذي يدخل في اليوم عدد 500 عملية لا يتوقع منه أن يرتفع انتاجيته في حال قررت الشركة ان تستغني عن موظفين آخرين ونقل عبء عملهم إليه، كون الوقت هو الوقت والعمل هو العمل والألية هي الألية، لكن هذه الشركة تستطيع أن ترفع من إنتاجية الموظف والاعتماد عليه في أحوال منها:
1. أن يتم تسهيل العمليات الداخلية التي يقوم بها الموظف
2. أن تقلل إجراءات الإدخال للعمليات
3. أن يتم الاعتماد على تقنيات حديثة وسريعة.
4. أن يخفف العمل الورقي.
هذه إجراءات تساعد الشركات على تحقيق اقصى استفادة من الموظفين وفي هذا الحال يمكن للشركات أن تعتمد على موظفين أقل بعمل أكثر.
ثورة الذكاء الاصطناعي مساعد كبير في إعادة التوازن للشركات مع تقليل التكاليف:
في عصر الذكاء الاصطناعي سيكون الفرصة ذهبية أمام الشركات للاستفادة القصوى والإنجاز الأوسع في الأعمال لتحقيق ربحية عالية.
ففي عالم التصاميم والإنتاج بدل أن تكون الشركة معتمدة على فريق من صانعي المحتوى والمصممين ومنتجي الفيديوهات، ستكتفي المؤسسة بموظف ذكي مبدع قادر على التعامل مع منصات الذكاء الاصطناعي لتقديم نماذج عالية الدقة والسرعة.
فهنا سيتحقق للمؤسسات عمل أسرع وإنجاز أعلى في وقت أقل وبجهد أقل مما يحقق ربحية ممتازة وتكاليف قليلة.
إعادة التوازن
سياسة إعادة التوازن تعتمد في عصر التقنية وعصر الذكاء الاصطناعي على عدد من العوامل هذه العوامل ليست مقصورة على تقليل عدد الموظفين فقط لرفع الأرباح انما تقليل عدد الموظفين بناء على استراتيجية واضحة والاعتماد على عناصر أقل لتحقيق إنتاجية أعلى،
وبالتالي فإعادة التوازن مرتبطة برفع وكفاءة الإنتاج وهذا يتطلب
1. الاعتماد على التقنية
2. تعظيم الأصول غير الملموسة.
3. التركيز على العمليات وكفاءتها.
الأصول غير الملموسة وأثرها في إعادة التوازن.
الأصول غير الملموسة من استقطاب افضل المواهب البشرية واستخدام احدث النظم والتقنيات هي أفضل الأصول غير الملموسة التي تحتاج الشركة إليها في إعادة التوزان في أي ركود اقتصادي أو لملاقاة أي انهيار قد يحدث للمؤسسة.
في الختام
الشركة هي سفينة وهذا السفينة تحتاج إلى ربان ماهر لديه المعرفة والقدرة الفائقة على القيادة ومعرفة مواطن القوة ومواطن الضعف في أي عصر وفي أي مكان كانت
والله ولي الهداية والتوفيق