كيف تنظم برنامج تدريبي ناجح

تعد البرامج التدريبية هي أهم البرامج التنموية التي ترفع من مستوى أداء المؤسسات، بالتالي فأن المؤسسات الكبرى تسعى لرفع أدائها من خلال برامجها التدريبية النوعية لكوادرها، لكن الجدير بالذكر انه عملية التدريب عملية لا تقوم الا على أسس سليمة فهي عملية مدروسة تقام على اعتبار الأهداف والاستراتيجيات الخاصة بالمؤسسة، كما انها ليست وسيلة من الترفيه أو عملية عقاب واجبارية للموظفين، بل هي تقام لغرض محدد ولأفراد التي تحدد لهم الأكثر احتياجا للتدريب من أجل تحسين أدائهم، أو من اجل البدء في مشروع جديد وكسب مهارة ما تتطلب في المشروع الجديد.

متى تقام برامج التدريب؟

تقام البرامج التدريبية للموظفين في المؤسسات بعد مراعاة عدد من الأمور منها الامكانية المالية المخصصة للتدريب، تعد إدارة الموارد البشرية هي المسؤولة على عملية تحديد الاحتياجات التدريبية وتقوم بذلك على اعتبار استراتيجية المؤسسة، و تمثل أهمية البرامج التدريبية في معالجة المشكلات التي قد تواجهه المؤسسة، فهي تعد واحدة من وسائل تطوير ورفع مستوى المؤسسة لذلك تهتم بالقيام بها العديد من المؤسسات الكبرى، و لكن يجب ان يعرف مدراء الموارد ان عملية التدريب لا تقوم الا بناء على الاحتياج لها ، كذلك عملية اختيار البرامج تكون محددة ومدروسة تهدف فعلياً لرفع مستوى أداء الموظفين كون التدريب لا يقام الا بالتوافق مع استراتيجية المؤسسة ومحققه لأهدافها.

ما خطوات اعداد برنامج تدريبي؟

1- تحديد الاحتياجات التدريبية:

وهذه الخطوة لا تقام الا بعمل دراسة لبيئة العمل تبدأ بوضع عدد من التساؤلات لدى إدارة الموارد حول اين موقع المؤسسة وأين جوانب القوة والضعف فيها، على سبيل المثال ان كانت من مشكلات المؤسسة نقص نسبة المبيعات عن العام الماضي بناء على احصائيات إدارة المبيعات في المؤسسة، هنا تقوم إدارة الموارد البشرية بالعودة الى هذه الإدارة ومناقشة سبب هذه المشكلة مع المدير المباشر للإدارة الذي قام بدوره بتجهيز وجمع كافة الأسباب التي نشأت عنها ضعف نسبة المبيعات، ثم العودة الى الإدارة التي قد تكون مرتبطة أو لها دور في عمليات المبيعات مثل إدارة التسويق ، وبعدها تندرج الى الموظفين بشكل اكثر تفصيلا لمعرفة قدارتهم وهل المشكلات عائدة بسبب ضعف الأداء ، أو عدم القدرة على استيعاب العمل ...الخ.

2- تحديد الهدف من التدريب:

بعد سرد كافة المشكلات او الاحتياجات التي تتطلب تدريب يتم وضع أسماء البرامج التي ستقام وأسماء الأشخاص الذين يجب التحاقهم بهذه البرامج ، لكي تكون البرامج من اجل رفع مستوى أدائهم ، مع مراعاة ان يحدد الوقت المناسب أيضا ، والحقيقة ان عملية اختيار المرشحين للتدريب امر اجباري على الموظف وعلى مدراءه ، و يجب ان يدركوا جميعا انها عملية من اجل الصالح العام وليس ترفيه للبعض او تعسف على البعض الاخر.

3- اعداد خطة برامج التدريب:

وهنا يحدد المعد للبرامج التدريبية بناء على البرامج المقترحة والافراد المعنيين بالتدريب اين ومتى ومن سيقوم بعملية التدريب ، ما متطلبات الحقائب التدريبية ، و المحاور التي ستدور حولها البرامج التدريب ، والفترة الزمنية ، أي باختصار برنامج كامل وشامل يحدد كافة المتطلبات والتكاليف وغيرها حتى ترفع الخطة الى الإدارة العليا للموافقة عليها واعطائهم اذن في البدء فيها.

4- اشعار الموظفين بإقامة برامج التدريب:

يجب على الموظفين المرشحين لأخذ برامج تدريب ان يكونوا على وعي بأهمية هذه البرامج التي تقام لهم ، وان هدفها تحقق اهداف المؤسسة وتطور من أدائها التي ستعود بالفائدة عليهم في كل الأحوال. وأيضا اشعارهم بوقت مبكر مواعيد وجدول البرامج التدريبية ليكونوا على استعداد.

5- عملية التقييم لنجاح البرامج التدريبية:

ان القيام باي عمل دون الرجوع الى دراسة لمعرفة النتائج المحققة لا فائدة منها ، فعملية التدريب يجب ان تمتلك مقياس قبلي وبعدي لمعرفة المخرجات منها وهل حققت أهدافها ونتائجها المطلوبة من عدمه . ويجب ان يطلع على هذه النتائج الإدارة العليا . مع وضع أسباب القصور والمعوقات في حال وجدت و المقترحات للبرامج التدريبية القادمة.

ما أخطأ البرامج التدريبية؟

قد ترتكب المؤسسة عدد من الأخطاء فيما يخص اعداد البرامج التدريبية لموظفيها ويمكن ان يتم سردها بشكل النقاط التالية:

1- التدريب للمدراء واهل الصفوة:

كثير ما يعتقد ان عملية التدريب يجب ان تكون فقط للناس المميزين في المؤسسة وانها عملية تفضيلية بالتالي فان الأولى بها هم المدراء واهل الصفوة في المؤسسة بالتالي من الطبيعي ان تفشل عملية التدريب ولن تعود مخرجاتها بشيء من الفائدة.

2- التدريب بناء على الرغبات الشخصية:

هناك من يجد التدريب في المؤسسة فرصة لتطوير مهارات يبحث عنها شخصيا فعند وضع قائمة بالدورات التدريبية التي ستقام يضع ما يخصه هو شخصيا وليس ما سينفعه في مجال عمله أو قد يقترح دورات لا يتطلبها مهام الوظيفية. فمن الخطأ ان يتاح للموظف اختيار البرامج التدريبية بناء على رغباته مالم تكن فعليا من جوانب الضعف لديه في عمله

3- التدريب الدائم المستمر او عدم القيام بالتدريب:

ان عملية التدريب ليست من المهام الإلزامية والضرورة في الخطة السنوية اذا أظهرت النتائج ان الكوادر تؤدي عملها على اكمل وجهة فهي ليست ضرورة حتمية ، ولكن لا يعني ذلك اهمالها تماما وعدم قيام أي برامج تدريبية بشكل نهائي.

ختاما يعد التدريب عملية مخططة ومدروسة ومهارة يجب ان تتقنها كافة المؤسسات و هي احد الوسائل المحققة لأهداف المؤسسة وتقوم على معايير و أسباب محددة و عليه يجب ان يدرك القائم بعملية التدريب من مدراء الموارد ومدراء الإدارات وحتى الإدارة العليا بالدور التي تقوم بها البرامج التدريبية وكيف يجب ان تقام.