"صفية الجابري" امرأة يمنية تحصد لقب "القائد العالمي الشاب"

نشر بتاريخ :07-18-2022

"صفية الجابري" امرأة يمنية تحصد لقب "القائد العالمي الشاب"

"صفية الجابري" امرأة يمنية تحصد لقب "القائد العالمي الشاب"

 

ريادة الأعمال – شيماء الآنسي

كثيراً ما نسمع مقولة "كل قائدٍ مدير، ولكن ليس كل مديرٍ قائد" ولكن نادراً ما نجد أشخاصاً تتمثل فيهم هذه المقولة، لذلك ظهر ما يُعرف بالتقييم العالمي والذي يصدر عالمياً من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي من جنيف سويسرا، وذلك تقديراً للقيادات الشبابية الاستثنائية وإسهاماتهم المتميزة في المجتمع.

 ومن اليمن حصلت صفية الجابري المدير التنفيذي لخدمة ترويج المشاريع الصغيرة والأصغرSMEPS  لقب "القائد العالمي الشاب" بجدارة لعام 2022م، والتي تعد واحدة من بين 109 من القيادات على مستوى العالم، حيث وأنها تقود فريقاً يضم أكثر من 100 عضو يشاركون في مشاريع تنموية تخفف من حدة الفقر في جميع أنحاء اليمن.

والجدير بالذكر أن عدد من الشخصيات العالمية البارزة حصلت على مدى الأعوام السابقة لهذا اللقب منهم "جاك ما" صاحب موقع علي بابا، وكذلك "مارك زوكربيرغ" مؤسس شركة Facebook المعروفة حالياً بميتا Meta وغيرهم الكثير، وهذا دلالة على أن حيازة شخصية يمينة نسائية لهذا اللقب يعد بمثابة فخر لكل اليمنين.

إذاً من هي صفية الجابري؟

صفية الجابري من الشخصيات الشابة الملهمة لمن حولها بل ولكافة الشباب في المجتمع اليمني، فمن منطلق إدارتها الحكيمة شكّلت مثالاً حياً للمدير القيادي التي حققت من خلال أسلوبها الخاص خلال عملها في وكالة المشاريع الصغيرة والأصغر Smeps محققةً نجاحاً باهراً تشهد له الساحة اليمينة في المشاريع القائمة على أرض الواقع، مما يدل على حجم تحملها لمسؤولية ما تقدمه من خدمات.

ولأن شخصية صفية تمشي ضمن خطة وهدف واضح فما أن تضع نصب عينيها هدفاً حتى تسعى لتحقيقه ما دامت مقتنعة به حتى وإن كانت مجريات حياتها تقودها لطريق أخر، كمثال ذلك سعيها للحصول على شهادة الماجستير في المملكة المتحدة من خلال منحة Chevening، وتقديمها لثلاثة أعوام متتالية على المنحة حتى تسنى لها الحصول عليها، وبناء عليه رسمت أهدافاً حديثة في للاستفادة وتطبيق مما درسته على أرض الواقع فكما هو ملاحظ من خلال مسيرتها العملية استطاعت أن تضع لها بصمتها الخاصة سواء كعملها نائبةً للمدير التنفيذي في منظمة غير حكومية ووطنية رائدة في اليمن تعمل على الاستجابة للأزمة الإنسانية، أو مع الفرق الفنية المسؤولة عن انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2013م.

ولعل من أبرز السمات القيادية في شخصية الجابري تكمن في أسلوب قيادتها واعتمادها على عدد من المبادئ العملية منها ما ظهر جلياً في قيادة الملكة بلقيس مؤسسة مبدأ الشورى على مر التاريخ، فصفية تُشجّع فريق عملها دائماً على طرح أفكارهم حتى وإن كانت تدرك مسبقاً الحل الأمثل ليكون لدى الفريق شعور بأهمية دورهم في إيجاد الحلول، ولا تمانع من الاستفادة من الأفكار التي قد لا تخطر على بالها، بل تترك لهم مساحتهم الخاصة وطابعهم الخاص في إدارة أعمالهم مع مراعاة أهداف العمل والسعي لتحقيقه، مما يجعل العمل أكثر حيوية، وتشجع دائماً جميع الأفكار الجديدة ولا تمانع من تجربتها حتى وإن فشلت بما ليس فيه مجازفة كبيرة قد تؤثر على العمل.

فقد عبرت صفية عن أيمانها بأن سر القيادة الناجحة يكمن في وجود هدف واضح، ونية صادقة محمّلة بمسؤولية وعزيمة لتحقيق النجاح، والتي من خلالها يمكن تجاوز كل الصعوبات التي قد يمر بها أي شخص في مرحلة مسيرته العملية أو الحياتية، بل وأضافت قائلة: "يجب أن يكون هناك مبادئ تسيّر طبيعة العمل، والقيادة الحكيمة التي تقوم على أساس الاحترام المتبادل سواء من المدراء لموظفيهم والعكس كذلك، مع احترام الاختلاف بين الأفراد سواء كان سلبياً أم إيجابياً بما يحقق بيئة عمل مناسبة".

كما أنها تؤمن بدور كل عضو في العمل دون تمييز في مستوياتهم الإدارية والعمل بروح الفريق الذي يحقق للجميع حرية المشاركة والمساهمة في تطوير العمل، وأشارت أنها لا تلجأ لأسلوب الأوامر والنهي والزجر في إدارتها مقدِّرة الحق الإنساني والتقدير الذاتي لكل فرد، بل وتؤمن بخلق الألفة بين الأفراد وجعل من ذاتها مثالاً لمن هم مدراء تحت إدارتها، فهي تترك المسؤولية على عاتق الجميع وتمنحهم الشعور بدورهم فيما يقدموه، فهي تصف التسلسل الهرمي للقيادة بقائد يليه قائد يليه قيادات.

كما تؤكد على أهمية وقيمة دور المرأة في التنمية والتي وجدتها حقيقة على أرض الواقع العملي بتواجد الكثير من النساء يمتلكن أدواراً بارزة، وبرغم ذلك ما زالت الصعوبات تواجهها كونها امرأة كعدم قبول قراراتها وأفكارها بسلاسة مما يدعوها ذلك إلى بذل جهد مضاعف عن الرجل فيما تقوم به وتقدمة لخدمة العمل ومجتمعها.

 

بذلك فقد استحقت الأستاذة صفية الجابري لقب القيادي العالمي الشاب مما اتسمت به شخصيتها وأسلوبها المثالي التي ضاهت العديد من المدراء برغم صغر سنها، فهي تدير إدارتها بالجانب الإيجابي وتحفز فريقها وتشجعهم ليزداد حجم انتاجهم وجعلهم يحبون ما يفعلون، من ذلك فقد أشارت أنها قد تتخذ عدة طرق منها ما يكون تحفيز عيني أو نفسي، مهتمة بأن يكون أداء ونفسية الموظف مؤهلة لنجاح العمل، متجنبة أي أسلوب قد يؤثر عليه سلباً أو يثير احتكاك بين الموظفين مثل المقارنة أو التمييز بين الموظفين، فهي تؤكد أن على كل مدير وقائد معرفة قدرات ومهارات كل موظف والسمات التي تميزه شخصياً ويتم تقديم الشكر له وتقدير كل ما يفعله.