حين تشع موهبتك من السماء (لولو ستار) قصة نجاح

حين تشع موهبتك من السماء (لولو ستار) قصة نجاح

حين تشع موهبتك من السماء (لولو ستار) قصة نجاح

 

حاورتها: شيماء الآنسي

من يعمل عملاً يحبه يبدع به وإذا وجدت الموهبة والشغف فالعمل سيصبح متعة.. وهذا سبب من أسباب تطور المشاريع الريادية.

 

إذا كان حصولك على موهبة تعد هبة من الله، فإن استغلال تلك الهبة لتدر عليك دخلاً تعد إدارة الذات، فكثير ما نجد أشخاص بحياتنا يمتلكون مواهب ولا يعرفون كيف يستغلونها بالشكل الأمثل، ولا يعرفون كيف ينمونها ويطورونها، لكن في قصتنا اليوم لفتاة خلقت بأنامل من ذهب، على الرغم من صغر عمرها لكن لديها طموح يصل عنان السماء، لتصبح نجمة ساطعة تعرف بـ (لولو ستار) والذي أصبح عنوان مشروعها، ليلى المتوكل فتاة في بداية العشرينات، وطالبة في الجامعة بتخصص إدارة أعمال، وصاحبة مشروعين مختلفين في آن واحد.

 

بدايةً لعل الولادة الأولى لفكرة مشروعها الأول (لولو ستار) لتعهد وتنسيق الهدايا، كان بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، والتي وجدت لديها وقت فراغ أرادت فيه تعلم أشياء تحبها خلال سنة الخدمة، حيث أنها لم تكن تخطط وقتها لتأسيس مشروعها الخاص، لكن نظراً لتميز أعمالها في صناعة الجاتوهات، وأصبح لها طلب كبير من قبل أقاربها وصديقاتها، من هناك بدأت الفكرة تزدهر في ذهنها، مما شجعها على أن تضيف لجانب الجاتوهات صناعة البخور والعطور التي تعلمته من والدتها.

 

وقد استهوت ليلى كل الاشغال اليدوية التي كانت تتعلمها من قنوات اليوتيوب، وتطبقها جميعها كتغليف الطلبيات الخاصة بها والهدايا، وهكذا كبرت وتوسعت الأفكار المضافة لمشروعها حتى أصبح مشروع متكامل لكل ما يخص الحفلات بكل تفاصيله ليشمل (جاتوهات، تصوير، كوش، ثيمات، هدايا، التزيين، الديكورات، ... وغيرها)

 

ومع حدوث جائحة كورونا التي سببت توقف العديد من المشاريع وخسارة أخرى، توقف الطلب على مشروعها لكنها لم تدع ذلك سبباً كافياً ليعيق استمرار نجاحها، فصحيح أن مشروعها الخاص بتنسيق وتعهد الحفلات قد توقف مؤقتاً، لكنها أنشأت منصة تعليمية بنفس اسم المشروع لولو ستار لإقامة دورات أونلاين لـ( الجاتوهات) كتجربة أولية، وبعد أن حصلت على إقبال وردود أفعال إيجابية كبيرة، شجعها ذلك لاستكمال سلسلة من الدورات الأخرى في مجالات مختلفة تخدم جميع المشاريع النسوية، غطت العديد من المحافظات اليمنية.

 

وتوسعت دورات المنصة التعليمية الخاصة بها لتزيد عن 20 دورة مختلفة في مجال الطبخ، والفنون، والتصوير، والبخور وغيرها، وما يميز دوراتها رسومها الرمزية، والجدير بالذكر أنها حققت فائدة مجتمعية نحو الكثير من النساء اللاتي أنشأن مشاريعهن الخاصة بعد الالتحاق بدرواتها، فقد عبّرت لولو بأن هدفها الأول تقديم خدمة وليس الربح، وتطمح مستقبلاً أن تفتتح لهذه المنصة مؤسسةً أكاديمية.

 

والحقيقة أن مشروع ليلى كغيره من المشاريع مر بعدد من الصعوبات التي كانت كفيلة بتوقفه ففي بداية نشأة المشروع كان من الصعب عليها عملية التسويق، وكذا إقناع وكسب ثقة الزبائن نحو المشروع، وبعد مرور عام على المشروع كانت من الصعوبات كثرة الاستفسارات حيث كانت هي المديرة الوحيدة لمشروعها الخاص، مما شكل لها ضغط وضيق الوقت للرد على الجميع، بالتالي خصصت مندوبة تقوم بمهمة الرد على الجميع، لم يحدث أن فكرت بقرار إيقاف المشروع نهائياً، وتعبّر ليلى قائلة: "إذا حدث وإن توقف فهو لفترة محددة، ثم يعود أقوى من سابقه"   

 

وتُضيف قائلة: "في حال الحصول على الشعور برغبة بإيقاف المشروع أو المرور بأزمة في المشروع، أعود لمجلد آمن اسميته (positive enrage) أراجع فيها تعليقات العملاء الإيجابية نحو المشروع، والتي تزيد من الطاقة الإيجابية لدي، كذلك احتفظ بالردود السلبية ولا أتجاهلها لأنها تخلق لدي روح التحدي لأثبت لهم عكس ذلك"، بذلك فهي لم تجعل مجال للردود السلبية عامل مثبط لها، والمعجزة بالأمر إنها حققت تميز في كل مرحلة تثبيط من ممن حولها، ففتحت مشروعها ونجحت فيه، ويوماً بعد يوم يتزايد عدد المتابعين والمعجبين بمشروعها، ثم التحقت بالجامعة وحصلت على المرتبة الأولى على دفعتها بقسم التجارة جامعة المستقبل.

 

أما لاختيار تخصصها الجامعي كان لمشاريعها دور هام لتضيف الجانب المهني لجانب علمي يمكنها من حسن إدارة مشاريعها الحالية، والمستهدفة مستقبلاً، حيث عبرت قائلة "عندما يكون الشغف هو نفسه الدراسة، هو ذاته الحلم الذي أعيشه والموجود على أرض الواقع، بيكون له معنى آخر" وقد يبدو مجال المشروع ليس مرتبطاً لكن أسلوب إدارة المشروع له ارتباط وثيق، فهي تسعى من خلال دراستها اكتساب مهارة التنويع.

 

فاكتساب مهارة التنويع، مع تعدد المهارات لديها هي عامل من عوامل النجاح لمشروعها، فهي تجدد وتضيف بشكل مستمر في مشروعها، ولا تكتفي بما لديها فقط، مع مراعاة التأكد من التمكن التام من المهارة السابقة، فكما هو مهم لديها التنويع والتكامل، تهتم أيضاً بأن تكون الأفضل، وتصدر أعلى مراتب بين نظيراتها من المشاريع المشابهة.

ولم تنسى ليلى ختاماً من توجيه الشكر لكل شخص دعمها في نجاح مشروعها بداية من والديها، يليهما مدرباتها المشاركات في نجاح منصة ستار، والدعم المعنوي من متابعيها، واهتمام عملائها، ووجهت نصيحة لكل امرأة تطمح لفتح مشروعها الخاص بقولها "يجب أن تستغلوا الوقت لفتح مشاريعكم الخاصة.. فقط ابدأ.. لأن المماطلة والتأجيل هما لصوص الوقت وأعداء النجاح فإن بدأت فقد قطعت نصف الطريق.