اكتب لي شيكاً وأنا سأوقع!!

اكتب لي شيكاً وأنا سأوقع!!

اكتب لي شيكاً وأنا سأوقع!!

 

بقلم/ فارس الصرمي

له مظهر الرجل العادي الذي لا يهتم بهندامه كثيراً، وبجواره شخص له هندام أنيق ومرتب ومتناسق الألوان وو...

بعد استفسارات قليلة تنم عن فهم سريع وعميق قرر أن يحرر شيك لإحدى الجهات، أخرج الرجل العادي دفتر الشيكات وطلب من الشخص المهندم كتابة الشيك، ثم قام هو بتوقيع بسيط وختم بجواره!!

ذاك الرجل المهندم في هيئته خريج الجامعة الملم بعلوم التجارة يعمل موظفاً عند الرجل عادي الهندام والمعرفة الأكاديمية!

هذه الحالة ليست شاذة بل هي ظاهرة نراها من حولنا، في العديد من البيوت التجارية التي لم يحصل مؤسسوها على التعليم الجامعي..

كما أجريت دراسة من جانب شركة غوكومبير GoCompare للتأمين، وتضمنت فحص الخلفية التعليمية فيما بعد المرحلة المدرسية، للأشخاص الذين جاءوا في قائمة أغنى مائة شخص في العالم التي تصدرها مجلة فوربس على مدى العشرين عاماً الماضية، وأظهرت الأرقام أن ٢٤٪ من هؤلاء المليارديرات ليس لديهم شهادات بعد المرحلة المدرسية و٥٣٪ ليس لديهم شهادة البكالوريوس!!

 

المعرفة والمهارة ليست محصورة على الجامعات:

سرت فكرة لدى الكثير من الناس أن كليات التجارة ستُخرج تجّاراً، بينما الحقيقة أن تلك الكلية تخرج لنا عشرات الآلاف من الموظفين والمحاسبين والإداريين والباحثين الاقتصاديين وبضعة مئات من التجار، وما يخفى عن الكثير أن المعارف والمهارات التي نكتسبها في مدرسة الحياة أكثر ثباتاً ورسوخاً من المعارف والمهارات التي يتم تلقيها في الجامعات.

 

معارف يحتاجها من يمارس النشاط التجاري:

·      المعرفة بالسلعة أو الخدمة التي يقدمها التاجر.

·      المعرفة بسوق السلعة أو الخدمة التي يقدمها التاجر والسوق المحلي ومتابعة الأسواق الخارجية والعلاقة بينهما.

·      المعرفة بطلبات المستهلكين وأذواقهم وتطلعاتهم.

·      المعرفة بأرشيف تقلبات السوق وطرق التعامل مع تلك التقلبات.

·      المعرفة بالقوانين والتشريعات والأعراف المجتمعية المرتبطة بالسلعة.

·      معرفة أهم المنافسين وسلعهم أو خدماتهم.

وهذه المعارف في أغلبها لا يجدها الطالب في الجامعة.

 

مهارات يحتاجها الممارس للنشاط التجاري:

·      مهارات دراسة السوق.

·      مهارات التواصل مع أطراف السوق.

·      مهارات التطوير والتحديث سواء للسلع أم للأسواق.

·      مهارات تشخيص المشاكل واختيار الحل الأنسب.

·      مهارة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

·      القدرة على تحمل الانتكاسات والخروج منها بدروس جديدة.

·      مهارة تحديد المخاطر المحتملة وطريقة التعامل معها (منعاً أم تخفيفاً أم قبولاً).

وهذه الأمور تدرَّس في الجامعات لكن طريقة تحويل هذه المهارة من معرفة إلى سلوك يحتاج إلى ممارسة، والممارسة توفرها مدرسة الحياة وتصقلها الجامعات.

 

التاجر شخص لا يبحث عن الشهادة!

هذا الأمر هو ما دفع بعضاً من التجار إلى ترك مقاعد الدراسة الجامعية، فبمجرد ما يشعر أن لديه المعرفة المناسبة والمهارة الجيدة فأنه ينتقل سريعاً لسوق العمل ليبدأ في التطبيق دون الانتظار إلى أن يُكمل دراسته

فيفتتح محله أو مشغله أو ورشته ثم يمضي في مشوار الألف ميل في طريق الثراء والنجاح.

 

التاجر بالفطرة يتميز بصفات أهمها:

·      حدة الذكاء.

·      بُعد النظر.

·      الميول للمغامرة.

·      عدم الخوف من الفشل.

·      عدم الخجل من التعلم من الآخرين.

·      الإصرار والصبر.

·      مرونة تمنعه من الانكسار وتسهل عليه النهوض من جديد.

·      قدرة عالية في التواصل مع الآخرين.

 

مخرجات التعليم الجامعي هي عصى يتكئ عليها أي تاجر:

قد يتصور البعض في ضوء نجاح غير المتعلمين في حياتهم، أن التعليم الجامعي غير مهم أو غير مفيد، تبعاً لواقع السوق وهذا غير صحيح، بل إن التعليم الجامعي في غاية الأهمية، فالجامعات تُكسب الطالب معارف تفيد في دراسة الأسواق ودراسة الجدوى وتحليل البيانات المالية والفنية والسوقية واستخراج المؤشرات والتنبؤ بوضع السوق والتخطيط التشغيلي والاستراتيجي وغيرها.

التاجر بالفطرة تنقصه العديد من المعارف والمهارات، لذا تجده يكمل نقصه باستقطاب كوادر مؤهلة معرفياً من خريجي الجامعات أو من ذوي الخبرة بالسوق فيجمع بين خبرته وبين المعارف الأكاديمية.

الحياة تتسع لكل الأطياف والنجاح هو حصاد المثابرين