الاستقطاب الفعّال ودوره في تحقيق الربحية وتقليل النفقات

الاستقطاب الفعّال ودوره في تحقيق الربحية وتقليل النفقات

الاستقطاب الفعّال ودوره في تحقيق الربحية وتقليل النفقات

الاستقطاب الفعّال ودوره في تحقيق الربحية وتقليل النفقات

 

أ/ كهلان الشبعاني – مدير الموارد البشرية شركة أمان للتأمين

من دواعي الظروف الاقتصادية التي تمر بها المؤسسات في القطاع الخاص والتي تأثرت طبعاً بالمتغيرات السياسية في المنطقة بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص يتحتم عليها الاهتمام الكامل بجانب المورد البشري وإدارته بشكل سليم لكي تحقق أهدافها بأقل جهد وأقل تكاليف ومن وظائف إدارة الموارد البشرية هو الاستقطاب والتعيين الفعال.

 

إن دور عملية الاستقطاب والتعيين في إدارة الموارد البشرية يعتبر من أهم العمليات فيها حيث يترتب عليها وقت وجهد وتكلفة حتى تكون النتيجة إما موظف يمثل رقم واحد صحيح لا يقبل الكسر أو موظف يتعدى الصفر بعدة كسور فقط، وكذلك التركيز على التنوع (Diversity) عند الاستقطاب وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص سواءً في العرق أو الجنس أو اللون أو الثقافات والمذاهب والذي يساعد على خلق بيئة عمل صحية يسودها فكر الإنتاجية لا فكر المناطقية والتعصب.

فعلى سبيل المثال كانت الحضارة الإسلامية في الأندلس تزدهر عندما تكون الوظيفة العامة تمنح لذوي الكفاءة بغض النظر عن الدين والعرق والجنس، وكانت تنحسر هذه الحضارة عندما تكون هذه الوظيفة حصراً على فئة واحدة من المجتمع في ذلك الحين.

 

وهنا لا نتحدث عن خطوات عملية الاستقطاب الفعال بل نتحدث عن دوره في تحقيق الربحية وتقليل النفقات من خلال استقطاب موظفين لديهم المهارات الكافية التي تتواءم مع مبدأ الكيف وليس الكم (Multi Skills -Multi Tasks) فموظف واحد قد يغني المؤسسة عن توظيف اثنان أو أكثر إذا ما توفرت فيه الشروط اللازمة لشغل عدة وظائف في الوقت نفسه، مثلا موظف لديه مهارة عالية في تنظيم أولويات العمل من الممكن أن ينجز المهام الثانوية المكلّف بها إلى جانب عمله بكفاءة دون التقصير بمهامه الأساسية، فعندما تكون النتيجة موظف سليم سيقوم بالمهام المسندة إليه بشكل سليم وعندما يكون نفس الموظف متعدد المهارات لا يحتاج إلى تدريب وسيكون متعدد المهام عند الحاجة وبالتالي ستكون ساعات العمل المعتمدة في المؤسسة مستثمرة استثمار كامل، وعلى سبيل المثال الموظف الذي تتوفر فيه شروط الوظيفة الشاغرة ولديه مهارات أخرى كتدريب مدربين TOT يمكن إسناد مهام التدريب إليه سواء من تقييم الاحتياجات التدريبية وتصميم البرامج لها والقيام بتنفيذها، وكذلك يستطيع أن ينقل مهاراته وخبراته لزملائه بسهولة مستخدماً المعلم القرين (Peer Educator)

 

تحقيق الأهداف بأقل الموارد:

ولأن الإدارات في المؤسسات المختلفة تنقسم إلى إدارات منتجة وإدارات مساندة هنا يستطيع مدير الموارد البشرية أن يشكل فريق عمل قوي ومرن من هؤلاء الموظفين متعددي المهارات والمهام  والذي بدوره  يتجه نحو تحقيق أهداف المؤسسة بأقل التكاليف وأقصر وقت مما يتيح للإدارة العليا التفكير في وضع الخطط الاستراتيجية وتطوير المؤسسة بعيداً عن المخاوف من عدم تنفيذها، فعلى سبيل المثال تستطيع إدارة الشركة تنفيذ خطة الإجازات السنوية بشكل سليم لا يخل بتنفيذ المهام وأداءها بالشكل المطلوب طوال العام وكذلك تنفيذ التدوير الوظيفي بسلاسة ومرونة عالية في أغلب الإدارات والفروع مما يساعد على تجديد الطاقات واستعادة النشاط لدى كافة فرق العمل المختلفة في المؤسسة.

 

وعندما يحمل الموظف مبدأ الولاء والانتماء للمؤسسة وهذا يتم لمسه من خلال الدافع لاختيار المتقدم للوظيفة في هذه المؤسسة بالذات ويتحقق هذا المبدأ عندما يشعر هذا الموظف بالفخر لانتمائه لها من خلال ما يجد لنفسه من مكانة فيها ومن تقدير لذاته وما يحصل عليه من حقوق كافية تسد احتياجاته فمن المؤكد أنه سيبذل قصارى جهده ويصب كل تفكيره في كيفية تحقيق المزيد من الإنتاجية والربحية.

وهنا تواجه بعض المؤسسات معضلة في تمييز وظائف عن غيرها مما يهدد هذا المبدأ أثناء توزيع المكافأة والحافز، مثلاً يتم منح المنتجين حوافز دون المساندين  وفي الحقيقة لا يستطيع المنتج تحقيق الأهداف دون تقديم التسهيلات له، فعلى سبيل المثال توفير احتياجاته وتهيئة البيئة المناسبة للعمل في جو صحي وهنا نجد حتى عامل النظافة ساعده في تحقيق هذه الأهداف لذا لابد من مكافأة فريق العمل ككل (One Team) حتى وإن كانت بنسب متفاوتة لكنها ستؤدي ثمارها لدى الجميع وتشعرهم جميعاً بالفخر أنهم ساهموا كمنظومة واحدة سعت وراء تحقيق الربحية.

 

وبالطبع الحديث في هذا المجال لا نستطيع أن نختزله في مقال بسيط كهذا وإنما نحن في محاولة لوضع خطوط عريضة لدور وظيفة الاستقطاب الفعّال وما له من دور إيجابي في الوصول إلى أهداف ورؤية المؤسسة بأقل تكلفة ممكنة وأقصر مدة زمنية أيضاً.