لماذا لا تستطيع حفظ رسالة أو رؤية المؤسسة التي تعمل بها؟

لماذا لا تستطيع حفظ رسالة أو رؤية المؤسسة التي تعمل بها؟

 

لماذا لا تستطيع حفظ رسالة أو رؤية المؤسسة التي تعمل بها؟

 

بقلم عبدالفتاح الحميدي

مرة من المرات كنت أبحث عن رسائل المؤسسات والشركات العالمية فاستقرت في ذهني رؤية ورسالة الكثير منها

لأنها اتسمت بالبساطة مع العمق فمثلاً لو تعرف أخي القارئ أن رسالة مؤسسة تيدكس العالمية هي: نشر الأفكار.

فتخيل فقط بعد قراءتك لها هل ستنسى هذه الرسالة؟

أقول لك لن تنسى هذه الرسالة أبداً لأنها اتسمت بالبساطة، وهذا ما جعلني أبدأ بكتابة هذا المقال الذي آمل أن أضع فيه بعض الإشارات المهمة في وضع الرسالة والرؤية للمؤسسات اليمنية.

 

هل هناك بساطة في رؤى ورسالات المؤسسات اليمنية؟

لفت نظري عند زيارتي لبنك التضامن عند خروجي من المصعد الكهربائي في أحد الأدوار وجود لوحة زجاجية رائعة مكتوب عليها:

 

رؤيتنا أن نكون مصرفك الأول.

 

وللعلم كان موضوع الرؤية والرسالة مما يشغل بالي كثيراً في زيارتي للمؤسسات والشركات والبنوك والمستشفيات والجامعات وغيرها، حيث أني أنظر إلى واقع الرسالات والرؤى في المؤسسات فأتعجب كثيراً من مستوى التعقيد والتطويل الموجود في كل الرسالات والرؤى، وأكاد أجزم أني لم أسجل إعجاباً إلا لبنك التضامن في وضعه لرؤية واضحة سهلة الحفظ سهلة الإدراك واضحة جداً تصل إلى ذهن القارئ وتوضح الغاية التي سيجنيها العميل منها.

 

وبالنظر للواقع اليمني يجد كل من يطلع كتابة الرسالات والرؤى بأنها تتسم بالتعقيد والتطويل في كثير منها ولا أقول في الكل، مما يجعل أصحاب هذه الشركات وملّاكها ومدراءها غير قادرين على استذكارها دون قراءتها من الورق، وهو ما يعني عدم الإدراك لها ولمعانيها، وهذا واضح جداً لكل من هو متابع ومطلع على هذه الرؤى والرسائل وسننقل نماذج في هذا المقال.

 

مقارنة بين نماذج رسائل ورؤى المؤسسات العالمية مع المؤسسات في اليمن:

نماذج رسائل ورؤى شركات عالمية.

قالوا بذكر المثال يتضح المقال، فقد حرصت على أن أسطر في هذا الصدد بعضاً من الرسالات والرؤى للمؤسسات العالمية والشركات الكبرى التي وضِعت بعناية فائقة وبنظرة ثاقبة، ولأن الشيء بالشيء يذكر ولأن بضدها تتضح الأشياء كما يقال، فسنخصص هذه الإشارة لكي يقارن القارئ الكريم بين هذه النماذج وبين نماذج من رؤى شركات يمنية.

(يتم وضع جدول مقارنة بين رؤى الشركات في العالم وفي اليمن ويتم وضع شعار كل مؤسسة ذكرت)

لينكدان:

الرسالة: نَصِل موظفي العالم ببعضهم لنجعلهم أكثر إنتاجاً ونجاحاً.

الرؤية: خلق فرصة اقتصادية لكل فرد من أفراد القوة العاملة المنتشرة في أرجاء العالم.

جوجل:

الرسالة: تنظيم المعلومات الموجودة في العالم وإتاحة فرصة الوصول إليها والاستفادة منها لكل شخصٍ في هذا الكوكب.

الرؤية: توفير القدرة على الوصول إلى أيّة معلومة في هذا العالم بضغطة زر واحدة.

اير بي ان بي AIRBNB

الرسالة: نمنحك الانتماء إلى أيّ مكان.

الرؤية: استثمار شوق البشر حول العالم إلى الإحساس بالانتماء، والرغبة لديهم في الشعور بالترحيب والاحترام والتقدير أينما كانوا.

فيراري Ferrari

الرسالة: نصنع سياراتٍ ترمز إلى تفوّق إيطاليا على مستوى العالم.

 

نفعل ذلك لنَفرض سطوتنا على كلّ من الطرقات والسباقات.

 

منتجاتنا الفريدة تُثْري أسطورة "الحصان الواثب" تصنع عالماً من الأحلام والعواطف.

 

الرؤية: فيراري رمز التفوق الإيطالي الذي يثير خيال العالم.

فيس بوك

الرسالة: منح الناس القدرة على الاجتماع وتقريب العالم من بعضه.

 

الرؤية: يستخدم الناس فيسبوك للحفاظ على التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة، واكتشاف ما يجري حول العالم، والحديث عمّا يهمُّهم والتعبير عنه.

 

نماذج رسائل مؤسسات يمنية:

مجموعة هائل سعيد أنعم:

الرؤية:

تتطلع مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه بأنشطتها المتعددة أن تصبح من الشركات العالمية البارزة عبر توفير منتجات وخدمات عالية الجودة تلبي احتياجات عملائها.

 

الرسالة: مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه مجموعة اقتصادية عريقة مقرها الجمهورية اليمنية ولها امتداد بعدد من بلدان العالم تجمع في أحضانها شركات ومؤسسات صناعية وتجارية وخدمية تنشط في قطاعات ذات مردودية وقيمة مضافة للعميل ولكافة الشركاء على أساس التكامل وضمان الجودة والتحديث المستمر مع تأكيد الريادة ودعم الثقة والتميز.

 

ناتكو

الرؤية:

سنبذل كل ما بوسعنا لنكون الواجهة التجارية المفضلة لديكم لتلبية جميع احتياجاتكم. 

 

الرسالة:

 

نلتزم بتوفير أفضل المنتجات والخدمات التي تتميز بالجودة العالية لكافة عملائنا ونضمن توفيرها في كافة معارض ناتكو وشبكات شركائنا.

 

جامعة العلوم والتكنولوجيا:

الرؤية:

 

أن تصبح جامعة العلوم والتكنولوجيا إحدى الجامعات الرائدة إقليمياً والمتميزة عالمياً.

 

الرسالة:

 

تسعى جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية لتقديم خدمات تعليمية وبحثية واستشارية متميزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي مع الالتزام بالمسؤولية المجتمعية من خلال كادر بشري مؤهل، ومناهج متطورة، وبيئة تعليمية وتكنولوجية محفزة للإبداع، وشراكات فاعلة، تسهم في إعداد مخرجات كفؤة تلبي احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية، وفقاً لأنظمة ومعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي.

 

مجموعات شركات بن عوض النقيب

الرؤية:

 

أن تكون المجموعة واحدة من رواد تجارة المواد الغذائية في الوطن العربي وفق أفضل معايير الجودة.

 

الرسالة:

 

تحقيق التميز في كافة منتجاتنا الغذائية وفق أفضل جودة لتناسب احتياجات الجميع.

 

كاك بنك

الرؤية: المؤسسة المالية الرائدة.

 

الرسالة: تقديم الخدمات المصرفية والمالية المتنوعة ذات الجودة العالية باستخدام أفضل الأنظمة المالية والإدارية والتقنية، بمهنية عالية من خلال شبكة أعمال واسعة لقطاعات الأفراد والشركات والمؤسسات بما يسهم في تنمية الاقتصاد المحلي.

 

أهم المعايير المطلوبة في الرؤية:

1.    باعثة للحماس.

 

2.    مثيرة للتحدي.

 

3.    واقعية.

 

4.    أن تكون منشورة وظاهرة أمام الكل.

 

5.    إمكانية ترجمتها إلى أهداف استراتيجية يمكن قياسها.

 

6.    أن تعبر عن آمال المعنيين.

 

7.    أن يستوعب الموظفون هذه الرؤية.

أهم معايير الرسالة:

1.    واضحة.

 

2.    سهلة الحفظ.

 

3.    أن تكون منشورة.

 

4.    أن تعكس أوجه التميز على المنافسين.

 

5.    أن توضح الغرض النهائي للمؤسسة.

 

6.    أن تكون مستواحاة من الرؤية.

 

تكاد تكون هذه المعايير التي تحكم العمل المؤسسي في الشركات ومن خلالها يمكن الاستدلال على جودة العمل في المؤسسة المعنية من عدمه.

 

هل يعرف الموظف رؤية ورسالة المؤسسة التي يعمل فيها؟

عندما يتم وضع رسالة لمؤسسة ما بطريقة تتسم بالصعوبة ولا يمكن حفظها فمن المستحيل أن تدرك بأن الموظفون يعرفون هذه الرسالة والرؤية التي طُرحت وهناك أبحاث عديدة ناقشت موضوع التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات ومدى فعالية الرسائل والرؤى فيها وكان مؤشر قياس الرؤية والرسالة بحسب المعايير التي ذُكرت أعلاه ضعيفاً جداً لكون الرسالات في المؤسسات تتسم بالتعقيد في وضعها، وهذا ما يسبب جهل الإدارات والموظفين بهذه الرسائل والرؤى المكتوبة والمسطرة في مؤسساتهم.

 

وبالتالي فمن الحاجة الملحة لدى المؤسسات العمل على تسهيل كتابة الرسالة والرؤية وأن تكون واضحة وفق معايير محددة ومن أفضل ذلك بساطة الرؤية وقدرتها على توضيح أهداف المؤسسة، بحيث يتمكن كل فرد في المؤسسة وخارجها من إدراك أبعاد هذه الرؤية.

 

 بين الرسالة والرؤية:

الرسالة توضح للقارئ ما هي الغايات والمبادئ التي تلتزم بها الشركة ومنها تؤخذ كل قيم الشركة ومبادئها

 

بينما الرؤية توضح المدى الذي تريد الشركة أن تصل إليه في المستقبل، ومنها تُؤخذ كل أهداف الشركة.

 

لكن للأسف عند وضع رسالة ورؤية للمؤسسات نجد خلطاً بينهما فيتم وضع الرسالة بطريقة خالية من غايات الشركة ومبادئها بل تدل على البعد الاستراتيجي الذي ستصل إليه الشركة والعكس، كذلك بالنسبة للرؤية.

 

بهذا نكون قد وضعنا بعض الإشارات التي نأمل أن ينفع الله بها قارئها،، والله الموفق