نجاحك أن من تصنعه.. وفشلك لا تبرره ظروفك..

نجاحك أن من تصنعه.. وفشلك لا تبرره ظروفك..

نجاحك أن من تصنعه.. وفشلك لا تبرره ظروفك..

 

حتماً.. لم يكن من المتخيل أن تعيش حصة العبدالله ظروفاً أسوأ من التي عاشتها.

في عصر الكل يعمل فيه بالتقنية والانترنت والتكنولوجيا والسوشيال ميديا وكل مبادئ وأساسيات الحياة الحديثة جاءت هي إلى الدنيا في بيئة فقيرة معدومة الفرص حيث توفي والدها وهي فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها الـ 15 عاماً وتركها وحيدة أمية غير متعلمة لا تستطيع القراءة ولا الكتابة..

ترك والدها لها منزلين من المنازل الشعبية المتواضعة في بيئة محافظة من الصعب جداً عليها أن تتحرك فيها لكسب عيشها وجعلها جهلها وأميتها أكثر صعوبة في التعامل مع الناس وفهم متطلبات الواقع الصعب ولكنها لم تيأس أبداً.

هذه البيئة والظروف شديدة التعقيد جعلت حصة تستوعب كل ظروف الضعف وتحولها إلى قوة جبارة لفعل المستحيل فبدأت مشوارها بتأجير المنزلين اللذين ورثتهما عن أبيها وفي صبر احتفظت بالمبالغ التي تأتيها حتى جاء الوقت المناسب للتوسع.

استثمرت أولاً قيمة الإيجارات في شراء منازل أخرى لتقوم بتأجيرها بدورها ثم حدثت الطفرة العقارية في المملكة فبدأت في شراء عمارات كاملة لتأجيرها حتى توسعت بشكل مهول وصار لديها ما يشبه امبراطورية من العقارات بأحياء الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة تدر عليها ملايين من الريالات.

هذه الإمبراطورية العقارية الضخمة قامت ببنائها بنفسها بدون تعامل مع البنوك أو بالشيكات لكونها أمية فاعتادت أن تبرم الصفقات بنفسها بدون وسيط مع اعتمادها على أوراقها الخاصة ببصمتها.

الآن السيدة حصة العبدالله تجاوزت الخمسين عاماً ولها خبرة طويلة للغاية في مجال العقارات بنت على أساسها امبراطورية واسعة حتى أنها تقول في حوار مع صحيفة الحياة أن حسها وفطرتها وفراستها هي التي تلعب الدور الأكبر في إتمام عمليات البيع والشراء اكثر من الأسباب المادية والسوقية.

فقط تعتمد على خبرتها وتعاين الأماكن بنفسها وتتفحص حال العمارات أو البيوت التي ترغب بشرائها وتسأل عنها وتدخلها ثم تقرر نعم أو لا في مجال يعتمد كثيراً في صفقاته على الورقة والقلم والأرباح أصبحت حصة العبدالله الأمية التي تركها أبواها في أسوأ ظروف ممكنة من الخبرة وقلة الحيلة وعدم التعليم أصبحت من أبرز العاملين في هذا المجال ولم يحدث على حد قولها أن أشترت عقاراً واحداً ندمت عليه.