التحديات التي تواجه شركات المحاسبة في اليمن

التحديات التي تواجه شركات المحاسبة في اليمن

التحديات التي تواجه شركات المحاسبة في اليمن

التحديات التي تواجه شركات المحاسبة في اليمن

 

يعتبر وجود المحاسبة مهماً من خلال مساهمتها في وضع تصور واضح لجميع العمليات المالية في أي مؤسسة حيث أن أي مؤسسة لا تقوم إلا على أكتاف المحاسبين قامت مجلة ريادة الأعمال في اليمن بتوجيه بعض الأسئلة لنقيب المحاسبين اليمنيين وتحدثنا عن أهم التحديات التي تواجهها شركات المحاسبة في ظل التغييرات الحاصلة في البلاد بداية تم التعرف على رئيس النقابة.

عدنان عبدالرزاق الأغبري من مواليد محافظة تعز ٦ يونيو ١٩٧٠م متخرج من جامعة صنعاء كلية التجارة في عام ١٩٩٤م، حاصل على عضويه المجمع العربي الاردن (طلال ابو غزاله) عام 2008م، حاصل على دبلوم عالي إدارة أعمال جامعه سبأ ٢٠١٨م..

شغل منصب مدير حسابات شركه الألبان والأغذية الوطنية فرع صنعاء من 1994م إلى 1197م، مدير حسابات مؤسسة ثابت من ٢٠٠٠م إلى ٢٠٠٢م، مدير حسابات شركة سام (سام سونج) من ٢٠٠٢م إلى ٢٠٠٤م، ولا يزال يشغل منصب المدير المالي لشركة يمن سوفت من 2004م وحتى الآن.

قيّم الأستاذ عدنان الأغبري واقع مهنة المحاسبة بأنها تُعد من الوظائف التي حظيت بتطوير كبير في اليمن نظراً لما لها من أهمية في تنظيم وترتيب العمل المحاسبي في الشركات سواء في القطاع العام أو الخاص أو المختلط حيث تم في الأعوام السابقة وتحديداً من العام 2001م البدء بمنظومة التحول إلى أساس الاستحقاق الكامل وفق أربعة مراحل تبدأ من العام 2001م وتنتهي عام 2014م وما تم هو مرحلتين فقط وكان السبب في التأخر للتطبيق أحداث فبراير م2011 وما نتج عنها لاحقاً.

أما القطاع الخاص فصدر قرار مؤخراً من وزير التجارة الصناعة د/ عبدالوهاب الدرة بضرورة تحوّل الشركات كافة إلى تطبيق المعايير الدولية في المحاسبة، وهو تحول نوعي في العمل المالي في اليمن أضافة إلى ذلك انضمام اليمن إلى المجمع الدولي للمحاسبين القانونيين aicpa وهو يعد تحوّل نوعي في الوظيفة المحاسبية في اليمن، وكما أضاف الأغبري: إن وظيفة المحاسبة والمراجعة في اليمن في تحسن دائم وتطور نوعي مستمر.

تأثّر شركات المحاسبة بما تمر به البلاد في ظل الوضع الراهن:

تم طرح سؤال يتعلق بمدى تأثير الوضع الراهن في اليمن على شركات المحاسبة حيث قال رئيس نقابة المحاسبين اليمنيين إن الأثر الذي حصل لكافة الشركات كان كبيراً نظراً لأن أغلب الشركات تتسم بعدم خضوعها لمعايير الإنشاء السليمة من حيث كفاية رأس المال والإدارة القائمة على الأسس العلمية الصحيحة وارتفاع تكاليف المنتجات بسبب الأوضاع وطريقة دخول تلك المنتجات للبلاد مما انعكس سلباً على هذه الشركات في ارتفاع تكاليفها مع ضعف القوة الشرائية للمستهلكين.

أبرز المشاكل التي تواجه المحاسبين اليمنيين:

يواجه المحاسبين اليمنيين في الوقت الراهن مجموعة من التحديات والمشاكل حيث تحدّث رئيس نقابة المحاسبين اليمنيين وقام بتلخيصها في عدة نقاط:

·      الضعف في البنى التعليمية والأكاديمية في الجامعات والمعاهد.

·      عدم التطبيق لتلك المعرفة في الواقع العملي.

·      خروج كثير من الكوادر العلمية خارج البلاد بسبب الأحداث الأخيرة في اليمن.

·      اقتصار كثير من الشركات على الإدارة العائلية.

·      الإجراءات الحكومية متضاربة بين حكومتين وتشريعات آنية تختلف من حين لآخر.

·      ضعف مخرجات التعليم الجامعي وحاجتها للمهارات الفنية في تطبيق المعايير.

·      عدم وجود جهات متخصصة في تأهيل المحاسبين لسوق العمل الخارجي.

·      غياب الجدية في الإجراءات التأديبية الخاصة بمخالفات وتجاوزات المحاسبين والمراجعين نتيجة غياب الشفافية والمساءلة.

·      ضعف الدور الرقابي للجهات الإشرافية على المهنة أثّر على بعض الأخلاقيات الغير مسؤولة من بعض الأعضاء.

وأضاف قائلاً: مما لا شك فيه أن شركات المحاسبة والمراجعة ملتزمة بتطبيق القوانين والتشريعات والتي هي ذات صلة بالمهنة لما لها من أُثر في الالتزام بذلك وانعكاسه على التزامها بالمبادئ والمعايير المنظِّمة لعملها.

يعتبر التطبيق الفعلي للمعايير في ظل غياب الشفافية الوطنية في التعامل مع البيانات المالية والتحاسب مع الجهات الحكومية تعتبر غائبة في تطبيق القوانين فعلياً، وتظل الشركات في أخذٍ وردٍ مع تلك الجهات الرسمية وخاضعة للتقدير الجزافي أو لغياب الإجراءات الواضحة الحامية لتلك الشركات من التعسفات، وهذا بدوره انعكس على التزام الشركات بالقوانين النافذة.

أهمية التطوير الرقمي لشركات المحاسبة:

يحدثنا الأستاذ عدنان عن أهمية التطوير الرقمي لشركات المحاسبة فيقول: إن اليمن تعد من البلدان التي ظهرت فيها شركات برمجية كان لها الأثر الكبير في التطوير الرقمي وما نتج عنه من أتمته لكثير من أعمال الشركات والبدء بالتحول الرقمي في العمل المحاسبي والمالي وسيكون له الأثر الكبير في حال تحسُّن الظروف التي تمر بها البلاد وعمل الشركات والمشاريع التجارية عليه وفي صدارتها شركة يمن سوفت والتي أصبحت من بين الشركات الأوائل في هذا المجال.

ويُضيف قائلاً: في اعتقادي لن يؤثر التوجه العالمي لأتمتة العمل المحاسبي على شركات المحاسبة اليمنية نتيجة لعدم اختلاف طبيعة العمل المحاسبي وأصبح المحاسب في ظل هذا الوضع محللاً للنظم المحاسبية والمالية وقارئاً للأرقام والمؤشرات وعمل النسب المالية من هذا الأنظمة مما يزيد من أثر عمل المحاسب والمراجع ليكون ملائماً لترشيد اتخاذ القرارات الاقتصادية بناءً عليها من المستخدمين لتلك البيانات.

يعتقد الأغبري أن توجه الشركات العالمية لاستغلال وتوظيف الذكاء الإصطناعي في شتى المجالات سيكون في صالح وظيفة المحاسبة والمراجعة والارتقاء بها نظراً لتوفر مقومات ذلك من خلال الهيئات الحالية كالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وجمعية المحاسبين القانونيين وغيرها من الهيئات المهنية العاملة في اليمن.

مصير المحاسبين في ظل التكنولوجيا الفرص والتحديات:

طرحت مجلة ريادة الأعمال تساؤلاً حول وجود التكنولوجيا وتأثيرها على المحاسبين ووضعهم في قلق من اختفاء الوظائف فما مصيرهم وما هي الفرص والتحديات التي يواجهونها في ظل عمليات التجارة الإلكترونية فأجابنا الأستاذ عدنان أنه في اعتقاده أن وظيفة المحاسبة والمراجعة سيكون لها حضوراً واسعاً ومؤثراً نتيجة استمرار الحاجة لوجود من يعمل على هذه الأنظمة ويحلل بياناتها ويقيم مؤشراتها في اتخاذ القرارات.

ومن جانب آخر يشير الأستاذ عدنان إلى أن كافة التطورات التكنولوجية في السوق العالمية ومؤشرات البورصة الرقمية وأسعار الفوركس وغيرها تعتبر تحديات كبيرة في مواجهة المحاسبة والمراجعة كوظيفة ولكن الحاجة إلى محللين ماليين ومراجعين ومتخذي قرار استثماري تعتبر فرصاً كبيرة لها وبالتالي فالتجارة الإلكترونية هي في صالح توسع مهنة المحاسبة والمراجعة.

ويضيف قائلاً: في الواقع أن كثير من الشركات بدأت فعليا في عملية التجارة الإلكترونية، وما نشهده من محافظ إلكترونية رقمية مثل إم فلوس للكريمي أو محفظتي لبنك التضامن وبيس لبنك الأمل وفلوسك لبنك اليمن والكويت وغيرها دليلاً على ذلك وهذا يعد تحولاً رقمياً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

الأمن السيبراني وعلاقته بشركات المحاسبة:

يقول رئيس نقابة المحاسبين اليمنيين أن المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني كبيرة مع تطور البيئة التقنية للمعلومات وتعتبر تحدياً نوعياً للمحاسبة والمراجعة يقابلها أهمية رفع المعرفة والوعي في هذه المخاطر للمحاسبين والمراجعين من خلال تحليل نظم المعلومات المالية والمحاسبية وحصول المحاسبين والمراجعين على دورات نوعية في تحليل نظم المعلومات ومراجعتها مثل شهادة IT AUDIT وغيرها لتأمين ذلك.

وأضاف أنه مع وجود توجه وطني كرؤية وطنية شاملة من خلالها سيتم عمل أتمتةٍ وربطٍ لكافة مفاضل العمل التنظيمي والإداري وربطه بكافة القطاعات الإدارية وسيكون لها الأثر الكبير في التوجه المستقبلي المبني على التخطيط البعيد المدى، لا شك أن القرارات الاقتصادية الأخيرة الصادرة من وزارة التجارة والصناعة اليمنية في تطبيق المعايير الدولية للمحاسبة كان له الأثر في رفع الكفاءة للمحاسبين والمراجعين وهو ما ينعكس على قدرتهم على كبح جماح مخاطر العمل الإلكتروني ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أهمية رفع كفاءة المحاسبين والمراجعين، والحصول على عضوية دولية متخصصة في مجال المحاسبة والمراجعة لجمعية المحاسبين القانونيين اليمنية.

خطة النقابة للارتقاء بشركات المحاسبة والمراجعة في اليمن

وكما أخبرنا الأستاذ عدنان الأغبري أن خطة النقابة قائمة على كثير من الأهداف الاستراتيجية العامة حيث أوجزها لمجلة ريادة الأعمال على سبيل التقليل لا الحصر على النحو التالي:

1.   الرفع من الكفاءة والفاعلية لمخرجات التعليم الجامعي في مجال المحاسبة.

2.   نشر المعرفة المتجددة وتحديثها للارتقاء بعمل المحاسبة في اليمن.

3.   الحصول على عضوية جهات خارجية فنية متخصصة في العمل المحاسبي للارتقاء بالمهنة على مستوى اليمن ككل.

4.   وضع لبنات أساسية في هذه الوظيفة ترفع من وسائل العمل المحاسبي تقنياً وإلكترونيا بالتنسيق مع الجهات المعنية محلياً ودوليا.

 

دور شركات المحاسبة في الحد من غسيل الأموال:

في الوضع الراهن وبسبب الأوضاع الأمنية الحاصلة في البلاد فإن من المشاكل التي تواجه مهنة المحاسبة هي غسيل الأموال بالتالي طرحت مجلة ريادة الأعمال على الأستاذ الأغبري تساؤلاً حول دور شركات المحاسبة في الحد من عمليات غسيل الأموال في قطاع الصرافة اليمنية فأجابنا: لا شك أنه من خلال رفع المعرفة والقدرة الفنية للمحاسبين والمراجعين سيجعل من غسيل الأموال في شركات الصرافة وغيرها كالبنوك وبيوت الأموال مجالاً لتطبيق تلك المعرفة والحد من الوقوع في مشاكلها وآثارها لما لها من أثر بالغ على الاقتصاد اليمني ككل.

رؤية النقابة لمستقبل شركات المحاسبة في اليمن:

نظراً لما تتميز به شخصية الأغبري من نظرة ثاقبة في رؤية مستقبل النقابة وشركات المحاسبة في اليمن فكما يقول: إن الشركات المحاسبية اليمنية سيكون لها الأولوية في الارتقاء بالمحاسبة وأنظمتها، والسوق اليمني سوق واعد في هذا الجانب ويمتلك من المقومات البشرية؛ كعقول مبدعة وفنية في مجالات البرمجة والشبكات وفيها الكثير من المواهب التي نتوقع أن يكون لها الأثر الكبير في ذلك.

في الأخير يتوجه رئيس نقابة المحاسبين اليمنيين الأستاذ عدنان الأغبري بالشكر للجهات والشركات المهنية المتخصصة في مهنة المحاسبة والمراجعة في اليمن على الجهود التي تُبذل في سبيل تطوير وتحديث وتنمية المعرفة بمهنة المحاسبة والمراجعة ولما لها من أثر بالغ في توسُّع الفهم والمعرفة بهذه المهنة ونثمن الدور الذي تضطلع به وزارة التجارة والصناعة وكذلك الشركات العاملة في مجال البرمجيات والتقنية والتي في مقدمتها شركة يمن سوفت للأنظمة والبرمجيات.