كيف تسيطر على رؤسائك والآخرين من حولك؟

كيف تسيطر على رؤسائك والآخرين من حولك؟

كيف تسيطر على رؤسائك والآخرين من حولك؟

كيف تسيطر على رؤسائك والآخرين من حولك؟

بقلم: عبدالله مانع دماج

 

فكرة السيطرة قد تبدو للبعض فكرة سلبية وللبعض الآخر إيجابية ويتحدد موقف الشخص وفي الدوافع والمبررات إلا أنه لا يمكن إنكارها كنزعة وسلوك قائم سواء في مجال السياسة والإدارة والحياة الاجتماعية وعلى مستوى البيت والمجتمع والعمل.

ومن أشكال السيطرة الإيجابية السيطرة على الذات والسيطرة على القاصر أو السفيه الذي لا يحسن التصرف ومن قد يضر بنفسه أو بمن حوله وقد تأخذ هذه السيطرة شكلاً سلبياً إذا أدت لعذاب الذات أو الاستحواذ على الآخرين والإضرار بهم.

وتتطلب السيطرة قدراً كبيراً من الدهاء والمكر والحيلة والمهارات بناءً على عوامل منها:

·      العدد فكلما كان العدد أكبر كلما كانت السيطرة أصعب.

·      الشخصية ومستوى الثقافة والتعليم والخبرة والقيم والمعتقدات.

·      مدى الحاجة لك وإمكانية إيجاد خيارات وبدائل تغني عنك.

·      الصورة الرمزية المرسومة لك في ذهن الآخرين.

·      المخاوف لدى الطرف الآخر وإجادة العمل عليها سواء بالإثارة أو التهدئة والتطمين. 

·       العلاقة التي تربطك بالآخر كزميل أو صديق.

·      الأسلوب الذي تسلكه في السيطرة، فأسلوب السيطرة الخشنة عبر السلطة والنفوذ والجاه يختلف عن أسلوب السيطرة الناعمة بالإغراءات المختلفة أو بالإقناع وبناء على الأسلوب تتحدد النتائج.

 ولعل من نوادر التاريخ في هذا المجال محمد بن أبي عامر اليعفري اليماني الذي بدأ حياته حمَّاراً ثم خطاطاً بجانب القصر الأموي في الأندلس، وأصبح كاتب القصر وبعدها مربي لابن الخليفة ثم رئيس شرطة ثم والي أرض ثم مؤسس دولة أرعبت ملوك أوروبا وجعلتهم يركعون عند قدميه، وذلك حين سيطر على الخليفة (القاصر) المؤيد بالله هشام بن الحكم المستنصر تاسع خليفة أموي، وألغى البيت الأموي وأصبحت الدولة تسمى الدولة العامرية نسبة إليه.

وإليك بعض الأساليب السلبية التي تجعل المسيطَر عليه يستسلم لك طواعية بل يشكرك ويكافئُك حين توهم المسيطَر علية أنك في صالحه وذلك حين:

·       تقدم له منفعة يتوهم أنه لم يقدمها له أحد قبلك.

·       تنجح في تسويق فقاعة الصابون (أن تجعله ينبهر بإنجازاتك الوهمية).

·       تسوّر ضعف إنجازك بأنه حرص وحكمة وروية وتأني.

·       تُعلِّب أفكار ومقترحات الآخرين وتقدمها على أنها فكرتك لتقتلهم بسيوفهم.

·       تشجع الصراع بين الآخرين وتتفنن في الاختفاء وتظهر في دور المصلح.

·       تكون معدوم الضمير يستخدمك مديرك سوطاً يضرب به من يشاء.

·       تلعب على مخاوفه حتى يشل الخوف صحة تفكيره وتظهر بأنك حامى الحمى ومن يعمل على منع حدوث تلك المخاوف.

·       تستغل المواقف لتشككه -بأسلوب ذكي- بقدرات وحكمة ورجاحة عقل الآخرين حتى تدخل الفكرة لعقله الباطن فتجعله يتبنى فكرتك ويتغافل عن زلتك ويراك أنت الأرجح والأعقل والأفهم بين الجميع.

لكن وأنت منتفخ الصدر سعيداً بما تعتقد أنه سيطرة منك على رئيسك تذكر:

·      أن رئيسك ليس بالغباء الذي تتصوره وأنت لست بالذكاء الذي تعتقده.

·      أن بقاء الحال من المحال كما قال الشاعر:

    يا راقد الليل مسروراً بأوله                    إن الحوادث قد يطرقن أسحاراً

·      كما تدين تدان ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك فانتظر من هو أدهى منك ليصرعك وعندها سيقال لك:

كفكف دموعك وأنسحب يا عنترة                فعيون عبلة أصبحت مستعمرة

فإن لم يكن فقبيح صنعك كفيل بأن يوقع بك قال تعالى: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، لهذا استفد من علاقتك وقربك من رئيسك والآخرين في أن تترك أثراً إيجابياً ينفع الناس ويخفف عنهم ويقيم العدالة ويوصل صوت المظلوم وينشر المحبة ويعمّر الحياة، قال تعالى: "والآخرة خير وأبقى".