إيمان المقطري.. رائدة أكاديمية البرمجة

إيمان المقطري.. رائدة أكاديمية البرمجة

 

حاورها - عبدالله العراسي

 

شخصيتنا لهذا العدد كانت ولا زالت تعمل على رفع مستوى الثقافة التقنية والبرمجية في اليمن، يتملّكها الشغف في مجال البرمجة وريادة الأعمال، رؤيتها تتوق إلى أن تكون اليمن في المكان المناسب في الخارطة التقنية والبرمجية العالمية، تملك مشروعها الخاص أي شباك، إنها الأستاذة/ إيمان المقطري مديرة مشروع أكاديمية البرمجة التابعة لمؤسسة (رواد).

نرحب بك أستاذة إيمان كضيفة علينا وقصة نجاح لهذا العدد في مجلة ريادة الأعمال؛ فعرفينا بنفسك من هي إيمان المقطري كما ترينها؟

إيمان المقطري 36 سنة أم فخورة بولديها ريان وكنان، خريجة هندسة برمجيات وشغوفة في قطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال، عملت لفترات كاستشارية في القطاع التقني وريادة الأعمال التقنية، أملك مشروعي الخاص (أي شباك) والذي من خلاله أقوم بالتنسيق بين المبرمجين المحليين وطالبي الخدمات المحليين والدوليين، مديرة أكاديمية البرمجة التابعة لمؤسسة (رواد)، ولا أحبذ وصفي بقصة نجاح كون اليمنيين في هذا الوضع وظروف الحياة يعتبر كل واحد منهم هو قصة نجاح بحد ذاتها.

هل كان لديك عمل سابق قبل المشروع؟

عملتُ لفترة ليست بالقليلة كاستشارية في مجال التسويق الإلكتروني، ومن ثم بدأت العمل على مشروعي الخاص (أي شباك) والذي يختص بربط مقدمي الخدمات من المبرمجين والمصممين اليمنيين مع الشركات والمؤسسات ولكن اضطررت إلى إيقاف المشروع، لوجود الاحتياج الأكثر للتدريب في البرمجة.

كيف كانت البداية؟ وحدثينا أكثر عن مشروع (أكاديمية البرمجة)؟

كانت البداية بعد تخرجي وملامستي لسوق العمل التقني، فوجدت أن مستوى البطالة مرتفع في اليمن، في ظل أن العالم يحتاج إلى التقنيين بشكل كبير، ولكن ما يفتقده المبرمج اليمني هي الخبرة، ومعرفة الطريق إلى سوق العمل التقني اليمني والعالمي ومن هنا أتت فكرة مشروع أكاديمية البرمجة والتي تتمثل في تدريب المهارات التقنية وتأهيلها لسوق العمل من خلال عمل المخيمات التدريبية وهو نهج متعارف عالمياً بهدف تجهيز المتدرب ورفع مستوى الخبرة لديه للخوض في سوق العمل والبدء من حيث انتهى الآخرون ونطمح في أكاديمية البرمجة إلى جعل اليمن تعتبر المركز التقني القادم في الشرق الأوسط كونها تمتلك قدرات شبابية برمجية لا تحتاج سوى التدريب والتوجيه والاستفادة من توفر الإنترنت.

ما هي أحلامكم وتطلّعاتكم في أكاديمية البرمجة؟

تجيبنا إيمان المقطري بأننا في أكاديمية البرمجة نطمح أن تتواجد الأكاديمية في جميع المحافظات كونها قد تواجدت في عدة محافظات مثل تعز وحضرموت ونتمنى أن يكون هناك العديد من المخيمات التدريبية التي تستوعب اليمن بشكل عام سواءً كنا نحن المنفذين لها في (رواد) أو من شركاءنا وأصدقائنا الراغبين في رفد سوق العمل بالخبرات، وذلك من أجل الوصول للهدف والتوجه العام في جعل اليمن المركز التقني القادم للشرق الأوسط، إذ لابد من التكاتف والتعاون لتحقيقه، وتتضح لنا قابليته للتحقيق من خلال (تجربة اليافعين)، حيث نعمل على تدريب مجموعة من اليافعين أو الناشئين، في مخيم صيفي تتراوح أعمارهم بين 12-15 سنه، هذه الفئة جعلتني ألامس المادة الخام الحقيقية والنقية لليمنيين ومهاراتهم، وما لاحظته أن هذا العمر يمتلك قوة تحليلية جبارة أظهرت لنا مخرجات خارقة ما يمكن وصفها وقد تفاجئنا عند ملامسة الطاقة الإيجابية والمنافسة في روح الأطفال، ما جعلنا نؤمن أكثر أنه لابد من استثمار هذه المادة الخام وتوجيه الأموال لتعليمهم وتدريبهم وسنبني جيلاً تقنياً يمنياً يستطيع الوصول إلى الهدف.

صعوبات واجهتكم عند تنفيذ المشروع؟ وكيف تم تخطيها؟

الصعوبات أصبحت حقيقةً وجزءاً لا يتجزأ من حياتنا كيمنيين، ولكن أكثر ما نواجه هو نشر الثقافة والوعي بأهمية قطاع البرمجة التقنية، كمثال عندما تسافر خارج اليمن وتتحدث عن مخرجات اليمن ربما تتحدث عن العسل اليمني والبن اليمني أو ما شابه ولكن لن تتحدث عن برنامج يمني أو تطبيق يمني، ولندرة النجاح البرمجي والتقني بالتالي نواجه صعوبة في إقناع المانحين والمستثمرين بالدعم والاستثمار لهذا المجال، واستطعنا خلال ثلاث سنوات من العمل الجاد قطع شوط كبير في تغيير تلك الثقافة كما هو ملموس في الآونة الأخيرة.

*كونك إحدى رائدات الأعمال، والملهمة للكثير، كيف استطعت التوفيق بين النجاح المهني وحياتك الشخصية؟

أنا كامرأة عربية أعيش في مجتمع عربي، نمتلك مميزات برغم ما علينا من قيود، فوالدتي وأختي تساعدنني في الاعتناء بأطفالي برغبة منهن ولا أحتاج إلى إقناع بهذا الشيء فالحمد لله أنا محظوظة بعائلتي أمي، أختي، أبي، إخواني، محظوظة بأبنائي ريان وكنان، كونهم مختلفين ناضجين وقريبين مني في عملي ويعملون معي أحيانا متحملين للمسئولية، وأيضاً استفدت كثيراً من مهارة التفويض فمنذ تنفيذها وجدت نفسي وامتلكت وقتي بشكل كبير مما ساعدني على الإنجاز وتحقيق الأهداف.

رسالة تحبين توجهيها لرائدات الأعمال في اليمن؟

نحن جميعنا متواجدون في هذا الوضع ولابد أن نعمل على أنفسنا ولا ننتظر للظروف أن تتغير إنما علينا تغيير الظروف، وكما يقال "كلٌّ ميسر لما خلق له"، أي أننا خلقنا مستعدين لمعايشة هذا الوضع، ولكن علينا أن نعمل ونبحث عن السبب الذي وجِدنا من أجله في هذه الحياة، وانا معولة جداً على الجانب النسوي كوننا نتحمل ونتجاوز صعوبات كبيرة فكل امرأة يمنية عرفتها على الصعيد المهني هي قصة نجاح متفردة بحد ذاتها.

وأضافت المقطري أنه بالاستمرار ثم الاستمرار سنصل لتحقيق الهدف، فأنا مؤمنة جداً أننا كيمنيون قادرون على صنع المعجزات وتحقيق الأهداف بالاستمرار في مقاومة الظروف وعدم اليأس، وأننا قادرون أيضاً على العمل والنجاح في ظل هذه الظروف، وأن كل يمني يعتبر مصدر قوة نابض بالحياة والإيجابية.