لا تهدم جسرا عبرته..

لا تهدم جسرا عبرته..

 هذه رسالة لكل موظف في أي شركة أو في أي مؤسسة وهي في الوقت ذاته رسالة لكل صاحب عمل أو مدير في أي مؤسسة، بدأت كتابتها بهذا العنوان بسبب قصة واقعية حصلت:

موظف في مؤسسة من المؤسسات عمل فيها لأكثر من 3 سنوات، ثم غادرها مسافراً إلى مدينة أخرى، بعد فترة ليست بالطويلة طلبته المؤسسة ليعمل فيها في البلد الذي انتقل إليه، فقبل مسروراً للعودة إليها وترك العمل الذي حصل عليه بعد سفره، لكن حصلت مشكلة بينه وبين صاحب العمل بسبب إخلاف صاحب العمل لوعوده التي قطعها له، فقرر الخروج من المؤسسة وظل بعيداً عنها لمدة تزيد على سنتين، لكن مع الحرب وانقطاع الرواتب والأعمال وتوقف حركة البلاد، حصل نقص في تلك المؤسسة التي كان يعمل فيها وهو فقد عمله بسبب أوضاع الحرب، فتم طلبه من قِبل المؤسسة لأنه من باستطاعته سد الاحتياج، فعاد إليها مرة ثالثة للعمل فيها، ثم دارت الأيام وتكررت المشكلة مع صاحب العمل فترك العمل منها.

العجيب من هذا أنه في كل مرة يترك المؤسسة لا يُسيء إليها أبداً ولا إلى صاحب العمل سواءً من ناحية الحقوق القانونية أو غيرها، لأنه تعلم درساً خلاصته لا تهدم جسراً عبرته يوماً ما، وهنا سنسطر المعنى بهذه الإشارات.

الإشارة الأولى: إذا كرهت عملاً في مؤسسة فاستقل منها.

يغادر بعض الموظفين الشركات التي يعملون فيها لا سيما الشركات الصغيرة بدون تقديم خطاب استقالة وقد يكتفون بالغياب المستمر وإنهاء العمل بطريقة غير ودية.

وللأسف يظل بعض الموظفين في بعض الشركات سنوات عديدة رغم كرههم للعمل فيها، وذلك بسبب الخوف من أن لا يجد له عمل، صحيح قد يكون كرهه للمؤسسة بسبب سوء تصرف المدير أو غياب الأنظمة واللوائح، لكني أقول لكل موظف إذا كرهت العمل في الشركة فغادرها فوراً واكتب خطاب استقالتك، لأن بقاؤك في مؤسسة أنت تكرهها يعني تدميراً لشخصيتك ويعني الحكم عليك بعدم التطور، فلا تخش فوات الرزق بل انطلق في الحياة وتوكل على الله.

الإشارة الثانية: لا تترك وراءك إساءة:

من أهم النصائح للموظف كي لا يهدم الجسر الذي عبره هي ألا يترك أي إساءة للعمل الذي كان فيه، لأن الإساءة بمثابة المعول الهادم للعمل الذي هو فيه، فلا يترك هذه الإساءة أبداً، ولكي لا تترك وراءك إساءة عليك الالتزام بهذه الخطوات:

1.    قدم خطاب استقالتك مكتوباً.

2.    انقل المعرفة إلى الآخرين قبل أن تغادر.

3.    أنهِ المشاريع الحالية.

4.    أزل الأغراض الشخصية.

لأنك إذا تركت إساءة أثناء استقالتك فستكون قد هدمت الجسر الذي عبرته ولن تستطيع العودة منه لو اضطر بك الأمر.

الإشارة الثالثة: اجعلهم شبه نادمين على فراقك.

سواءً كانت استقالتك من العمل بسبب مشاكل حدثت أو لأنك حصلت على فرصة عمل أفضل فيجب عليك أن تهتم بعدم الإساءة إلى العمل وإلى رؤسائك في العمل ولتكن الاستقالة بطريقة ودية جداً، بل حاول أخذ السماح من أي شخص حدثت بينك وبينه أي مشكلة من المشاكل.

ومما ينبغي التنبه له أن تصرفك الحسن ليس بالضرورة أن يكون من أجل تحسين صورتك لدى الشركة التي عملت فيها بل اجعله سجية لك في حياتك واجعله طبعك السائد دائماً، وبهذا ستحقق ترك الجسر جميلاً بعد أن عبرت عليه فتعتبر هذه الإشارات مهمة لكل موظف يريد مغادرة مكان عمله فلا يهدم هذا الجسر الذي مرَّ عليه في حياته.

نصائح لصاحب العمل:

من الواجب على صاحب العمل أن يكون أكثر الناس حرصاً على كفاءة موظفيه وحريص على فريق عمله، وبالتالي فمن المهم أن ينتبه إلى أن استقالة الموظف قد تعني الكثير بالنسبة له، فيجب عليه اتباع النصائح التالية:

مقابلة الخروج:

فهي مهمة جداً لتحديد سبب رغبة الموظف بالخروج من العمل فقد يكون سبب الخروج بيئة العمل، وهذا يتطلب الدردشة مع الموظف للوقوف على متطلبات البيئة التي يبحث عنها وعن البيئة المثالية وما هي الدوافع والأسباب التي جعلته يكره بيئة العمل حتى يكون صاحب العمل على دراية كاملة ويستفيد من رغبة الموظف وكرهه للبيئة وأن يكون أكثر استماعاً للموظف لكي يعرف جوانب الخلل إن وجدت فمغادرة الموظف قد تدل على مشاكل داخل الشركة.

إن استقالة الموظف تحدث لعدد من الأسباب منها مشاكل الموظف مع زملائه ومنها مشاكله مع مديره المباشر ومنها حصوله على فرصة عمل أفضل، فإذا كانت استقالة الموظف سببها مشاكل داخل الشركة فهذا مؤشر مهم يقول لصاحب العمل بأن من الضرورة القصوى العمل على إصلاح الخلل في الشركة وتلافي مثل هذه الأحداث التي قد تسبب زلزال دائم بسبب كثرة الاستقالات فيما بعد.

العمل مع مدير الموظف لشغل الوظيفة:

من أهم الخطوات أن يتم العمل مع المدير المباشر لشغل المكان الذي تركه الموظف، وقد يكون هذا بعمل مدير الموارد البشرية مع المدير المباشر لترتيب شغل مكان الوظيفة واسنادها إلى موظف آخر أو الإعلان عن الاحتياج الوظيفي وتوفير الكفاءات المهمة لشغل المنصب والوظيفة.

تصفية حساب الموظف تقنياً ومالياً:

من أهم النصائح للموارد البشرية ولأصحاب العمل هي تصفية حساب الموظف مالياً وتقنياً، وخصوصاً الأمور التقنية مع أن أصحاب الأعمال ينشغلون بالحسابات المالية وينسون الأمور التقنية، فمن المهم أن يكون المسؤول التقني حاضراً في تسليم الموظف لكافة مهام عمله وتصفيتها، لأن بعض الأنظمة لديها ارتباطات كثيرة، وبالتالي فلا يصح ترك ثغرة من الثغرات التي قد تسبب مشاكل فيما بعد للشركة.

كانت هذه إشارات مهمة كي لا تهدم جسراً عبرته في حياتك