أسرار لتحصل على سعادتك ونجاحك في مكان عملك

نشر بتاريخ :02-23-2021

أسرار لتحصل على سعادتك ونجاحك في مكان عملك

يمكن القول بدون مبالغة إن جميع الموظفين بلا استثناء منذ أول يوم وظيفي لهم يسعون للحصول على السعادة والرضى في مكان عملهم، وبالتالي يُمكنهم ذلك من حب العمل والإبداع والنجاح فيه، ولكن غالبا ما يعبر الكثير منهم عن سبب عدم ارتياحهم في مكان عملهم أو عدم تحقيق إنجازات عظيمة على شماعة ضعف الإدارة، أو عدم حصولهم على مستحقاتهم وغيرها من الأمور التي يخرجون بها أنفسهم من دائرة الاتهام، ويمكن القول: إن كل ما يقولونه حقيقة، ولكن الذي لا يدركونه أن أي موظف قادر على خلق جو العمل الذي يريد، وكيف ما يريد؟ إذا تمكن من مهارة واحدة تُدعى الذكاء الوظيفي أو المهني. وسنتكلم عن موضوع مهم وهو أسرار لتحصل على سعادتك ونجاحك في مكان عملك !!

الذكاء المهني أو الوظيفي هو ليس مصطلحا حديثا من نوعه لكنه مهم وغائب عند الكثير، وأحيانا قد يمارس أحدهم بعض أو كل مهارات الذكاء الوظيفي بالفطرة دون أن يدرك ذلك، فالذكاء المهني يلعب دوراً كبيراً على الذكاء العاطفي في التعاملات اليومية مع المدراء أو الزملاء، ويحقق من خلالها كسب علاقة طيبة مع الجميع تجعله مقبولاً وحبوباً في مكان عمله ويترك عنه انطباعا جيدا بينهم.

 

ففي إحدى الدراسات التي قام بها موقع (Talent Smart) اختبار لـ 33 مهارة إدارية، ومنها الذكاء العاطفي، أظهرت أن معدل الذكاء العاطفي هي أقوى مؤشر للأداء إذ يساهم في تحقيق النجاح بنسبة 58% في مختلف الوظائف، كما وجدت أيضا أن 90% من المشاركين الذين يمتلكون الذكاء العاطفي يجنون 29.000 دولار سنوياً عن نظرائهم من الموظفين ذوي ذكاء عاطفي أقل.

إذا ما الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء المهني، وما أوجه الشبه؟

الذكاء المهني:

يُقصد به مجموعة من المهارات الحركية والذهنية التي يمتلكها الفرد، وتختلف هذه المهارات من شخص لآخر من حيث مستوى الذكاء ونوعه، فهناك أفراد يتميزون بالذكاء الحركي أكثر من غيرهم، وأفراد يمتلكون الذكاء اللفظي، وغيرهم من لديه ذكاء انفعالي وهكذا، يكون الذكاء لدى الفرد ناتج عن عوامل وراثية وبيئية، ويكون العامل الوراثي أعلى تأثيرا، ويعتبر الذكاء المهني من أهم الأسس التي يتطلبها العمل؛ وذلك للنجاح والإبداع في العمليات المهنية.

الذكاء العاطفي:

يعتبر الشخص ذكيا عاطفيا عندما تكون لديه القدرة على فهم مشاعر الآخرين من حوله، ويمتلك مهارة التعامل مع مختلف الأنواع من الشخصيات، وحسن إدارتها لتسخير تلك العاطفة لخدمة أهداف العمل، وتعد هذه من أهم المهارات التي يجب على القائد الناجح أن يتحلى بها.

 وللتفريق بين الذكاء العاطفي والمهني، نجد أن الذكاء العاطفي أشمل وأعم، بالتالي يعد الذكاء المهني جزءا لا يتجزأ من الذكاء العاطفي، والأهم هو كيفية توظيف هذه المهارة من أجل خلق بيئة عمل مرضية، وتوطيد علاقة عمل قوية تشكل لدى الموظف نوعا من الحب والولاء لمكان عمله.

مهارات الذكاء العاطفي

طبقا لما قدمه “جولمان” مؤلف كتب "الذكاء العاطفي" الذي حقق أكثر نسبة مبيعات لعام 1995م، وفي كتابه حدد أن مهارات الذكاء العاطفي تكمن في:

1- الوعي الذاتي Self-Awareness

2- التحكم في المشاعر Managing Emotions

3- التحفيز الذاتي Self-Motivation

4- إدراك مشاعر الآخرين Recognition Others Emotions

5- إدارة العلاقات Handling Relationships

صفات الموظف الذكي:

بالنسبة لصفات الموظف الذكي فهي عديدة، وقد لا يمكن حصرها، ولكن يمكن الإيجاز بالنقاط التالية:

-القدرة على التحكم في تصرفاته وانفعالاته: فمهما واجهت من مواقف قد تستفزك في جو العمل، عليك أن تتمالك أعصابك وتتصرف بالطريقة الأمثل.

- سعة الصبر والتحمل: عليك كموظف ذكي أن تتصف بالصبر والتحمل وتقبل النقد او الآراء وأخذها على اعتبار تطوير من ذاتك لا انتقاص في حقك، وكذلك القدرة على تحمل ضغوط العمل.

- القدرة على العمل ضمن الفريق: قد تكون متميزاً في العمل الانفرادي، ولكن العكس تماما في العمل ضمن فريق العمل، وهنا يجب التنويه أن أغلب الشركات إن لم تكن الكل تفضل أدائك ضمن فريق العمل عن عملك الفردي، فعليك كسب مهارة العمل ضمن الفريق فهو يسهل لك تكوين علاقات جيدة مع زملائك الموظفين، والذي يساعد بشكل كبير على خلق بيئة عمل مليئة بالتعاون والمشاركة.

- اعترف بأخطائك: يقال إن من لم يخطئ لا يتعلم، فحقيقة أنك أخطأت أو قصرت بعمل ما، ثم اعترافك بخطائك يشعر من حولك بمسؤوليتك ويزداد ثقة مدراءك بك، بهذا تحقق لذلتك التقدير الذي ترغب به في عملك، وبالتأكيد عليك اصلاح أخطائك وتجنب تكرارها مرة أخرى.

- عامل كل موظف بطريقة خاصة: قد يكون من السائد أن يسري تعاملك مع الجميع بشكل واحد على اعتبار أنهم زملائك فقط، ولكن في الحقيقة قبل أن يكونوا زملاء عملك هم بشر مثلك،  كل له طريقته الخاصة في التعامل تبعا للفارق الوظيفي والعمري والفكري.

- تطوير الذات والبحث دائما عن كل جديد في مجال عملك.

أهمية أن تكون ذكيا مهنياً:

أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن استخدام الذكاء العاطفي يحقق فوائد وأهمية كبرى تعود على الأداء الوظيفي للموظف ذاته، فمن يتقن مهارات التواصل والإدارة، والقدرة على حل المشكلات، وتحسين علاقاته داخل بيئة العمل، يتمكن من خلق جو صحي مريحا نفسياً يشعر الموظف برضاء تام من سير عمله ويؤديه على أكمل وجه وبكفاءة عالية، كما يحفزه على زيادة فرص الإبداع والتطوير في عمله.

إذا من منطلق الذكاء المهني يبدأ سر الحصول على بيئة عمل ملائمة من الموظف ذاته وطريقة تعامله مع من حوله بمهارات يمكن اكتسابها وتعلمها مع مرور الوقت وتحقيق من خلالها جو العمل الذي يرغب هو فيه بذكاء في التعامل والأسلوب وكسب مودة الجميع من حوله.