تمرين بسيط يساعدك على كشف تحيزاتك وتجنبها في العمل
تمرين بسيط يساعدك على كشف تحيزاتك وتجنبها في العمل
في بيئة العمل الحديثة، غالبًا ما يتطلب النجاح اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة. لكن ماذا لو كانت هذه القرارات تتأثر بتحيزات غير واعية؟ هذه التحيزات، التي تتسلل إلى عقولنا دون أن ندرك، قد تؤدي إلى تفضيل غير عادل أو قرارات خاطئة قد تؤثر سلبًا على أداء الفريق. لحسن الحظ، هناك تمرين بسيط يمكنك استخدامه لتحديد هذه التحيزات والتغلب عليها.
ما هي التحيزات غير الواعية؟
التحيزات غير الواعية هي الأحكام السريعة التي نبنيها بناءً على تجاربنا السابقة أو قوالب نمطية مترسخة في أذهاننا. هذه الأحكام قد تكون إيجابية أو سلبية، وغالبًا ما تتشكل دون وعي كامل منا. على سبيل المثال، قد تعتقد أن شخصًا معينًا أقل كفاءة بناءً على مظهره أو خلفيته، أو قد تفضل التعاون مع زميل بناءً على تشابه شخصي بينكما، دون أن تدرك ذلك.
التمرين: "يوميات القرارات اليومية"
هذا التمرين يعتمد على تسجيل وتحليل قراراتك اليومية في العمل. إنه أداة بسيطة لكنها فعّالة لمساعدتك على التعرف على أنماط التحيز التي قد تؤثر على اختياراتك. إليك كيفية تنفيذه:
1. التسجيل اليومي:
ابدأ بتخصيص دفتر ملاحظات أو ملف إلكتروني لتسجيل قراراتك اليومية. في نهاية كل يوم عمل، قم بتوثيق المواقف التالية:
القرارات التي اتخذتها (مثل اختيار مرشح لوظيفة، توزيع المهام، أو حتى مناقشة فكرة مع زميل).
الأشخاص الذين تأثرت بهم قراراتك.
السبب الذي تعتقد أنه دفعك لاتخاذ هذا القرار.
2. التحليل الأسبوعي:
في نهاية كل أسبوع، راجع الملاحظات التي سجلتها وأجب عن الأسئلة التالية:
هل هناك نمط معين في الأشخاص الذين تتخذ قرارات لصالحهم؟
هل لاحظت تفضيلًا معينًا بناءً على الجنس، العمر، الخلفية الثقافية، أو عوامل أخرى؟
هل كانت قراراتك مبنية على معلومات واضحة أم على انطباعات؟
3. تحدي الافتراضات:
إذا اكتشفت وجود تحيزات، حاول تحليل أسبابها. اسأل نفسك:
هل كانت افتراضاتي مبنية على حقائق أم على قوالب نمطية؟
كيف يمكنني التحقق من صحة قراراتي بطريقة موضوعية؟
ما البدائل التي يمكن أن تضمن العدالة؟
كيف يساعدك التمرين على تجنب التحيز؟
مع مرور الوقت، سيُعلِّمك هذا التمرين أن تكون أكثر وعيًا بالطريقة التي تفكر بها وتُقيِّم بها الآخرين. ستتعلم التوقف لبرهة قبل اتخاذ القرارات المهمة، مما يتيح لك الفرصة لمراجعة الحقائق وتحدي افتراضاتك.
خطوات إضافية لتعزيز الموضوعية:
استخدام معايير واضحة: حدد معايير محددة لاتخاذ القرارات واطلب من الآخرين الالتزام بها أيضًا.
التشاور مع الفريق: استشر زملاءك لتوسيع منظورك قبل اتخاذ قرارات كبيرة.
التدريب والتوعية: شارك في ورش عمل أو دورات حول التحيزات غير الواعية لتعزيز فهمك لها.
فوائد التمرين على بيئة العمل:
تعزيز التنوع والشمولية.
بناء فريق أكثر تماسكًا قائم على العدالة والاحترام.
تحسين جودة القرارات، مما يعزز الإنتاجية والأداء.
ختامًا:
التحيزات غير الواعية جزء طبيعي من الطريقة التي يعمل بها الدماغ، لكننا لسنا محكومين بها. من خلال التمرين اليومي وتحليل القرارات، يمكنك أن تصبح قائدًا أكثر وعيًا وعدلًا، وتُحدث تأثيرًا إيجابيًا في بيئة العمل.
ابدأ اليوم، فقد تكون خطوتك الأولى نحو فريق عمل أكثر نجاحًا وأداءً!