فخ الانتظار

فخ الانتظار

 

فخ الانتظار

في قوانين الطبيعة عند التوجه لهدف ما فان انحرافا بسيطا في ضبط الاتجاه قد يوصلك الى مكان يبعد عن المكان المنشود بمقدار معين يزداد ذلك البعد بزيادة نسبة الانحراف ،

وهذا أمر متعارف عليه في العديد من الظواهر ابتداء من حركة المقذوفات ووصولا الى قوانين الملاحة كما انه في الوقت نفسه ينطبق على التخطيط للأهداف

ولكن الجدير بالذكر ان وضع الأهداف أكثر سماحة فأنت لن تصل الى مكان نائي او صحراء مقطوعة ولكنك ستصل الى اقل من طموحك بقليل ،

إذ نجد ان المستقر النهائي الغير مقصود هو على الأغلب ذو صلة بطريقة ما من المكان المستهدف  منذ البداية حيث أنه غالبا ما يكون المكانين من نفس النوع طالما ان الاتجاه واحد وان كان ثمة بعض الانحراف الذي طرأ في نقطة الانطلاق وهذا أمر مشجع للبدء بالسعي الحثيث نحو الهدف ،

 

 

فكثيرا ما نجد أناسا ممن يحملون أفكارا عظيمة ولكنهم قابعون في أماكنهم يتعللون بانتظار الوقت المناسب للبدء في التحرك نحو تلك الأهداف أملا منهم ان الانتظار سيقلص نسبة الخطأ ما يجعلهم حرفيا واقعين في فخ الانتظار اذ ان خوض غمار التجربة في الوقت المثالي يكون ثمنه باهضا بعدة أضعاف من خوضها في الظروف العادية وتكون الخسارة أكثر فداحة ،

فمنطقيا من المفترض قدوم الوقت المثالي وقد امتلكت رصيدا كاف من الخبرة التراكمية التي تؤهلك لتوظيف الأحداث واستغلال الفرص،

 

 

مالم فإنك ستهدر الوقت المثالي الذي ضللت تترقبه دهرا ، فهل رأيت طفلا يظل حبيس الفراش لسنوات منتظرا اكتمال نمو جسمه وعقله ليقفز ما بين عشية وضحاها ويشرع في المشي والتجوال..!؟

لو كان ثمة مثل ذلك لأضاع الانسان من شبابه فترة ثمينة يتعلم فيها المشي والتوازن فضلا عن قيادة المركبات والتعامل مع الآلات

ولكن الفطرة اقتضت ان يمارس المشي والتعثر ليصل الى ذروة امكانياته الجسدية والعقلية وقد امتلك من الخبرة ما يؤهله لاستخدامها بالشكل الأمثل

فالانتظار ليس الا جزءً من مائة جزء من التخطيط غير ان البعض متفنن في ذلك الجزء منهمك في الانغماس فيه بلذة على امل انه سينقله الى الفصل الذي يليه ،

ولكن الجدير بالذكر ان من ابتدأ قصة نجاحه بفصل الانتظار فعلى الأرجح ان الفصل ذاته هو الفصل الأخير من قصته.