هل أنت ناجح وظيفياً؟!

هل أنت ناجح وظيفياً؟!

هل أنت ناجح وظيفياً؟!

هل أنت ناجح وظيفياً؟!

 

بقلم أ/ فارس الصرمي

هل حضورك إلى الدوام في الموعد هو النجاح؟!

هل تنفيذك لتوجيهات المدير بحذافيرها هو النجاح؟!

هل تحقيق القسم الذي تعمل فيه أعلى النتائج هو النجاح؟!

 هل...؟!

إن النجاح بالنسبة لك هو النقطة التي وضعتها نصب عينيك وبذلت قصارى جهدك لتصل إليها، وعندما وصلت صحت بأعلى صوتك: "لقد نجحت".

ولكن!!

قد تتفاجأ أن نقطتك التي وضعتها لم تكن محل اهتمام مؤسستك، فهي خارج سلّم أهداف مؤسستك التي تعمل بها فلا يصل صوت إعلان نجاحك إليها!!

كأن تضع لك هدفاً للحصول على شهادة الدكتوراه في مجال تصنيع البلاستك وأنت تعمل في مصنع لإنتاج الألبان، وقد تتفاجأ أن النقطة التي وضعتها كهدف لك هي في أدنى السلم لذا فقد وصل صوتك ضعيفاً.

كأن تضع لنفسك هدفاً لتحقيق الانضباط الوظيفي، فتأتي نهاية العام وأنت لم تغب يوماً بينما زملاؤك قدموا أرقاماً مهمة في المبيعات وجودة في المنتجات و و...

 

إذا فالأمر ليس تحقيقك لأي نجاح!!

وقد تحقق رقماً عالياً في المبيعات التي طلبتها منك المؤسسة، لكن العام مضى ولم تُضف لنفسك مهارات أو معارف جديدة وعلاقاتك بمحيطك قد تكون انخفضت فتنجح المؤسسة أما أنت فلا؛ إذن فالنجاح ليس نقطة واحدة تصل إليها بل هي مجموعة من الأهداف المتوازنة التي يسند بعضها بعضاً لتحقق النجاح.

 

ركائز النجاح الوظيفي:

يمتلك النجاح الوظيفي ثلاث ركائز أساسية تضمن لك الوصول إلى النجاح واستمراريته وهي كالتالي:

أولاً: الأداء الوظيفي:

وهنا يجب مقارنة نتائج أعمالك بالخطط الموضوعة، ومدى مساهمتك في تحقيق الخطة، فبعض الأعمال لا تُنجز إلا من خلال أداء فريق متكامل، فلا يكفي لأن تكون ناجحاً أن تتحقق الأهداف فحسب، بل لا بد أن تكون مساهمتك متميزة وواضحة في تحقيق الخطط، والانتباه دائماً لا ينحصر بالنتائج كأرقام فقط بل يتم النظر إلى دقة الإنجاز وسرعته وديمومة الإنتاج.

 

ثانياً: المعارف والقدرات والمهارات:

تحقيق النتائج العالية هو مؤشر قوي للنجاح الوظيفي، لكن هذا المؤشر غير كافٍ ولا يضمن استمرارية النجاح، بل لا يمنع من التدهور في النتائج لاحقاً؛ لذا يجب أن يتوازى الاهتمام بالنتائج بالاهتمام بتنمية المعارف والقدرات والمهارات، فالعلم يتقدم يوماً بعد يوم، والمنافسين (موظف أم شركات منافسة) يعملون باستمرار على تطوير معارفهم، فإذ لم يقم الموظف أيضاً بتطوير معارفه، سيتفاجأ لاحقاً أن مكانته وأهميته تتناقص بين زملاءه رغم بذله لأقصى الجهود ونجاحه بدأ يتقلص ويتلاشى شيئاً فشيئاً، فلا يصح من الموظف أن يحصر معارفه بحدود وظيفته الحالية، بل لابد أن يبدأ في اختراق معارف الوظائف الأعلى، ليمهد لنفسه خطوات التقدم إلى الأعلى.

وبالمثل فإن تطوير القدرات خاصةً تلك المتعلقة بالجوانب الإدارية كالتخطيط والإشراف وتشخيص المشاكل وحلها واستخلاص الأفكار وعرضها، وتطوير مهارات اللغات، ومهارات التواصل مع الآخرين وغيرها من المهارات، فتنمية المعارف والقدرات والمهارات تمثل الدرجة التي تسبق تنمية الأداء، وهي الرافعة المستمرة للموظف وللمؤسسة.

 

ثالثاً: تنمية العلاقات:

تعتبر العلاقات أحد أهم أدوات تحسين العمل سواءً بزيادة الحصة السوقية أو تقليص التكاليف وتسريع الإنجاز وحل المشاكل، وهي أحد أهم أدوات تطوير الموظف لنفسه، وتقسم العلاقات إلى جزئين أساسيين:

·       العلاقات الخارجية:

ويقصد بها العلاقات مع العملاء أو الموردين أو الجهات الرسمية.

·       العلاقات الداخلية:

العلاقات الأفقية مع الزملاء والرأسية مع المرؤوسين والرؤساء، ورؤساء الرؤساء.

لذا عزيزي الموظف لا تفرح بأن يقال لك أنك الجندي المجهول، فهذا الجندي قاتل وقُتل دون أن يعرفه أحد.

الموظف الناجح هو الذي يمتلك طموح التقدم في سلَّم المستويات الإدارية، وهذا يتطلب منه بجوار الركيزتين السابقتين أن يعمل على تحسين وتمتين علاقاته مع كل الجهات وعدم الاعتماد على فكرة أن الإدارة ستكتشف قدراته بنفسها، وعليه الانتباه إلى أن إقامة العلاقات لا تعني الوشاية بالزملاء أو التجسس عليهم أو التزلف الكاذب، فهذه الوسيلة عمرها قصير وانعكاساتها شديدة السلبية عليه، بل تعني الصدق في القول وتقديم الأفكار وحسن التعامل، والاستعداد والمرونة لتلبية أي أعمال يكلّف بها، وليجعل أعماله وإنجازاته وقدراته هي نقاط قوته في تمتين العلاقات وتنميتها.

 

نقاط مساندة لتحقيق النجاح الوظيفي:

·       احترام الجميع وحسن التعامل يساعد في الحصول على المعارف من الزملاء، ويُكسب مساندتهم.

·       التعلّم من الزملاء أو المرؤوسين الأقدم، فكثير من تجارب العمل لا تجدها في الكتب بل تجدها في تجارب مرّت على القدامى.

·       قبول النقد، والتعلم من الأخطاء.

·       الحرص على القيام بمهام مختلفة ومتنوعة وأماكن مختلفة لترتفع وتيرة تنمية المهارات والقدرات مع كل مهمة جديدة توكل إليك.

·       اقتناص أي فرص تدريبية متاحة.

·       تقييم الموظف لنفسه دورياً في مجالات الأداء والعلاقات والمعارف والقدرات والمهارات.

وبخلاصة مما سبق النجاح الوظيفي: هو النجاح المستمر والشامل، الذي ما أن يحقق الموظف مستوى من مستويات النجاح إلا ودفعه إلى مستوى أعلى.