احمِ مشروعك من الأخطاء القاتلة!!

احمِ مشروعك من الأخطاء القاتلة!!

احمِ مشروعك من الأخطاء القاتلة!!

 

بقلم/ فارس الصرمي

الكثير منا تراوده أحلام تكوين مشروع صغير نحقق من خلاله طموحاتنا وأهدافنا فيكبر المشروع وينمو تدريجياً..

 تبقى المشاريع مجرد أحلام في رؤوس الكثير، والقلة من لديه الاستعداد النفسي والمادي ليحوّل الحلم إلى فكرة مكتوبة أو خطة مدروسة أو إجراءات تنفيذية وخطوات عملية

فيتحول المشروع إلى واقع ملموس ويتحقق الحلم.

إن افتتاح المشروع الصغير هو أول السلم وليس آخره، كثير من المشاريع تنتكس وتتعثر بعد انطلاقها بفترة وجيزة!

ونظراً لخطورة مرحلة الانطلاق الأولى وتأثيرها الحاد على استمرار المشروع أو وفاته، فإن المقال سيركز على أهم الاخطاء التي يجب أن يتجنبها أي صاحب مشروع لكي ينتقل من مرحلة التأسيس إلى مرحلة النمو والاستقرار..

 

الأخطاء السبعة المُهلكة للمشاريع:

1.    تجاهل التجارب المشابهة أو المنتجات المنافسة:

السوق يعج بالسلع والمنتجات المشابهة فيجب على صاحب أي مشروع أن يدرس تلك التجارب ويجب عليه معرفة ما تمتاز به أو ما ينقصها، وما هي انطباعات المستهلكين عنها، ما الخطوات التي مر بها المنتج حتى وصل إلى السوق، وما هي الإشكالات التي واجهت تلك المنتجات.

الحقيقة أن دراسة المنافسين هي جزء من دراسة الجدوى في شقها السوقي الذي يقوم بها أصحاب المشاريع المتوسطة والكبيرة، لكن المشاريع الصغيرة لا تتحمل نفقات إجراء دراسات معمقة للسوق، والحد الأدنى من الدراسة هو دراسة وضع المنافسين.

 

 وتكمن خطورة إهمال هذا الأمر في أن المشروع قد ينجح في تقديم المنتج للسوق، لكن السوق لا يتقبل هذا المنتج بسبب وجود منتجات أفضل وربما أقل سعراً، فيصاب المشروع بانتكاسة وخسارة كبيرة.

 

2.    استهلاك رأس المال قبل أن تبدأ الإيرادات بالتدفق:

وهذا عادة ما يحدث عندما تكون خبرة صاحب المشروع حديثة فينتهي رأس المال في نصف فترة التأسيس، فلا هو بالقادر على إكمال المشروع ولا قادر على استعادة رأس المال لأنه تحول إلى أصول ومصروفات.

وهذا يحدث لأسباب عدة منها:

·       تقدير حجم رأس المال كان أقل من الاحتياج الفعلي.

·       تجاهل احتمالية ارتفاع تكاليف عملية التأسيس من أثاث أو ديكور أو رواتب موظفين أثناء فترة التأسيس خاصة في فترات ارتفاع التضخم.

·       تجاهل احتمال تمديد فترة التأسيس عن الفترة المخطط لها، والتي ينبثق عنها زيادة نفقات ما قبل الافتتاح كنفقات الإيجار أو الرواتب أو الرسوم الحكومية أو...

·       المبالغة بالنفقات في فترات التأسيس مثل اختيار ديكورات باهظة الثمن أو توظيف كوادر مرتفعة الرواتب وكثيرة العدد دون وجود حاجة تخدم مرحلة التأسيس أو استئجار محلات أكبر من الحاجة للمرحلة الأولى.

وهذه الأمور تجعل من المشروع الناجح مشروعاً عاجزاً عن الاستمرار.

 

3.    عدم الموائمة بين نهاية فترة التأسيس وموسم السلعة أو الخدمة:

إن إطلاق السلعة بعد انتهاء الموسم يتسبب في كسادها، فيكون السوق قد أخذ حاجته من المنتج، مما قد يضطر صاحب المشروع لزيادة حجم أماكن التخزين وارتفاع كلفتها، وربما يتقادم المنتج فيصبح غير مناسب للموسم القادم، فترتفع المصروفات وتتأخر الإيرادات فيأكل رأس المال، فلا يأتي الموسم إلا والمشروع منهك.

 

4.    تقديم الربح أولاً:

عادة ما يحتاج أي مشروع في البداية إلى تثبيت قدم منتجاته في السوق أكثر من حاجته إلى تحقيق الربح، وهذا يتطلب:

·       تقديم منتج ذا جودة متميزة عن المنافسين.

·       تقديم سعر منافس حسب سياسة التسويق أو منح مرونة في سداد قيمة المنتج جزء آجلاً وجزء نقداً (بحسب وضع السوق).

·       إنفاق أعلى على بند التسويق وعلى العمولات ومنح خصم على سعر المنتج.

لذا فإن الربح تتراجع أهميته في المرحلة الأولى ويتم تقديم مسألة الحصة السوقية وإشهار اسم المحل أو المنتج، وبعد نمو الحصة السوقية للمنتج تأتي فترة جني الثمار وتدفق الأرباح.

فإذا تم التركيز على تحقيق الربح فإن المنتج يقع في فخ الكساد والتقادم و...

 

5.    عدم العناية باختيار المورد البشري:

فالطباخ أو المباشر في المطعم ورجل المشتريات هم أساس نجاح المطعم أو فشله، ومثله موظف المبيعات في محل الإلكترونيات أو العسل أو غيره

فالمشاريع الصغيرة لا تتحمل في البداية الوقوع في خطأ توظيف أشخاص غير مناسبين، فالمرحلة الأولى هي من تعطي انطباع جيد للسلعة عند المستهلكين، ويساعد هذا الانطباع الجيد في تطوير سوق السلعة وتوسعته، أما إن كان الانطباع سيء فأن المشروع قد يتهاوى ويسقط مهما امتلك من عناصر النجاح الأخرى.

 

6.    المتابعة للمشروع في وقت الفراغ أو عن بعد:

 

بعض أصحاب المشاريع الصغيرة لا يتفرغون لمشروعهم الصغير إما لانشغالهم في مشاريع أخرى أو لأنهم لازالوا يعملوا كموظفين لدى جهات أخرى ويكتفون بالمتابعة للموظفين وإعطائهم الإرشادات عبر الهاتف أو بالزيارات القصيرة.

والحقيقة أن المشاريع الصغيرة تتطلب من صاحب المشروع أن يقضي أكثر من ١٢ساعة يومياً في مشروعه، ولا يعتمد على موظفيه مهما كانت درجة مهارتهم أو أمانتهم سواء في فترة التأسيس أو في السنة الأولى لانطلاق المشروع.

 

فعند تنفيذ فكرة المشروع تظهر الكثير من الإشكالات أو الفرص، وحل هذه الإشكالات أو اقتناص الفرص يتطلب قرارات سريعة ولا تتخذ هذه القرارات إلا من قبل المالك، ولا يمكن للعامل أن يقوم مقام صاحب المشروع إلا ما ندر، فتضيع الفرص وتتراكم المشاكل ويتهاوى الحلم.

 

7.    نفاذ الصبر.

غالباً ما تأخذ المشاريع وقتها في التحول من الخسارة إلى الربح ونفاذ صبر المالك للمشروع يدفعه لاتخاذ قرارات خاطئة مثل تقليص نفقات التسويق أو رفع السعر لتحقيق الربح بأكثر من سعر السوق أو تقليل الجودة أو أي قرارات غير مدروسة، مما يؤدي إلى فقدان أي مكاسب بدأت بالظهور وبدلاً من تعزيز تلك المكاسب يتهاوى المنتج سريعاً بسبب تلك الخطوات الغير مدروسة والناتجة عن فقدان الصبر.

 

فكيف يمكن تجاوز هذه الاخطاء بعد وقوعها؟!

لا شك أن الوضع الأمثل هو تجنب الوقوع في هذه الأخطاء من خلال إجراء الدراسات الفنية والمالية والقانونية الكافية لتجنب الوقوع في تلك الأخطاء، لكن قد يقع الخطأ المهدد للاستمرار، لذا يجب المسارعة في اتخاذ بعض القرارات العاجلة لينجو المشروع منها:

·       رفع رأس المال إما ذاتياً أو إدخال شريك جديد لمواجهة الخسائر المؤقتة أو أخذ تمويل من جهة تمويلية.

·       إدخال شريك بالعمل لمواجهة عدم تفرغ أصحاب المشروع أو لنقص الخبرة.

·       تغيير الكوادر الغير كفؤة.

·       التخلص من الأصول التي سيكون لها حاجة في المستقبل وليس الآن.

·       اتخاذ قرارات حاسمة مثل تغيير موقع المشروع أو نوعية الآلات وغيرها.

إن المشروعات الصغيرة تمتاز بأن تكلفتها ليست عالية، لكنها في نفس الوقت تكلفة كبيرة إذا ما قورنت بحجم قدرات الفئات المؤسسة لها، لذا لابد من العناية الشديدة بالمشروع وحمايته من الوقوع بالأخطاء، والإسراع بالمعالجات.