ما تركز عليه تحصل عليه

ما تركز عليه تحصل عليه

ما تركز عليه تحصل عليه

سول فوتوغرافي .. نجاح الرفقة

ما أن يدخل الطالب الجامعي إلى حرم الجامعة حتى يبني في مخيلته حلمه الذي دخل لأجله هذا المجال الدراسي، وللأسف فإن الكثير تمر عليه مراحل دراسته الجامعية مرور الكرام، ثم يتخرج باحثاً منه بكل يأس عن وظيفة، والقليل من يعمل في تخصصه الجامعي، وآخرين يعملون في مجالات بعيدة كل البعد عن تخصصهم راضين بالوضع الحاصل خيراً من البقاء بلا عمل كغيرهم، بهذا نجد أفكاراً ومشاريع حبيسة العقل ولم ترَ يوماً النور، ولكن في قصتنا الريادية لهذا العدد أمل وكفاح يقهر كل الصعوبات لنرى مشروعاً تمتلكه صديقات الجامعة اللواتي جمعهن حلم واحد حتى أصبح مشروعاً حقيقياً على أرض الواقع.

سول فوتوغرافي يجسد المقولة الفعلية "حين يعمل الفريق بقلب واحد".

بداية ازدهار الفكرة:

مع بداية برودة فصل الشتاء وتحديداً شهر أكتوبر 2017م كانت بوادر الربيع تداعب قلوب فريق سول فوتوغرافي في حين قيامهن بجمع مبلغ أولي لشراء كاميرا تصوير واحدة وبهذه الكاميرا فقط وبالتدرب المستمر وقيامهن بتصوير البعض من المناسبات وبأسعار شبه مجانية لأجل كسب الخبرة من ناحية والقيام بجذب عملاء من ناحية أخرى، وبالكثير من الجهد والخطوات المتأنية وصل "سول فوتوغرافي" إلى ما هو عليه الآن من شهرة واسعة.

وتم اختيار اسم سول فوتوغرافي تعبيراً عن التقاطهم لروح الصورة وجعل الصورة تنبض بالذكريات وتشاركن الصديقات في اختيار الأشكال التي تدل على الروح وجعلها شعاراً لذلك المشروع النابض بالحياة.

تحدي العثرات:

لا شك أن مشروع "سول فوتوغرافي" ببدايته البسيطة واجهته العديد من المشكلات كغيره من المشاريع ولكن يأتي النجاح عند الانتصار على جميع المشكلات وكيفية التعامل معها وتجاوزها بنجاح وأولها التمويل المالي للمشروع، بذلك كانت الخطة الأولى بذل أقصى جهد لتوفير العائد المالي من أجل شراء المعدات الحديثة واللازمة التي تخدم العمل حتى يتسنى للفريق توفيرها رغم تضارب أسعار العملات التي كانت تشكل مشكلة في حال ارتفاعها وانخفاضها من وقت لآخر.

سر النجاح:

وخلال حديثنا حول العوامل التي ساهمت في نجاح مشروع "سول فوتوغرافي" فقد عبرن الفتيات بقولهن: "إن أهم ميزة نمتلكها عن غيرنا هو إصرارنا وثبوتنا وتكاتفنا مع بعضنا كصديقات لنصل ونحقق الحلم ولا ننسى العامل الأساسي وهو دعم الأهل"، وللوصول إلى النجاح لابد من اتباع آليات معينة لتعريف الناس بالمشروع والتسويق له وهنا تم اتخاذ عدة آليات للتسويق وتمت الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة في المحيط القريب من أقارب وأصدقاء، بالإضافة للوسائط المتعددة والحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي.

ما أجمل أن يكون مشروعك وعملك الذي تحبه برفقة أصدقاء العمر، فأيدٍ تساند وتواسي بعضها بروح الرفقة والمحبة كفيلة بأن تكون دافع قوي نحو النجاح، لذا توسع نشاط المشروع من بداياته البسيطة من تصوير أعراس فقط إلى الإخراج وطباعة صور فوتوغرافية للزبائن، بل وأمتلك المشروع مكتب تصوير لجميع المناسبات مزود باستديو لجلسات التصوير الخاصة بالنساء، وقد أضفن قائلات: "نظراً لزيادة الطلب على خدمات المكتب وضعنا خطة توسيع لقاعدة بيانات عملائنا ومنح فرص عمل لطاقم نسائي جديد مختص في هذا المجال لنكون على استعداد كامل لتغطية أكبر قدر من الخدمات في نفس الوقت من خلال إضافة معدات ذات جودة عالية".

رسالة:

وكغيره من المشاريع لابد وأن يحقق الميزة التنافسية لدى مكتب "سول فوتوغرافي" والتي تمثلت في توفير بيئة التصوير الخاصة التي تلائم جميع الفئات العمرية، بالإضافة لتقديم خدمات التصوير للأعراس وجميع المناسبات بجودة عالية وآلية مميزة وبمختلف الأسعار التي يراعى فيها جميع فئات المجتمع، ومع وجود كادر نسائي خالص هنا تتحقق الخصوصية التامة للعميلات والتي من خلالها نحصل على رضاهن، كما أن الفريق ذو خبرة ومتخصص في كل المجالات ومتكامل من حيث الأفكار الإبداعية والإتقان.

وفي ختام حديثنا مع فريق سول فوتوغرافي وصفن مشروعهن بقولهن: "مكتب سول فوتوغرافي للتصوير وسيلة لتوثيق تفاصيل حياتك بطريقة إبداعية تنبض بالحياة".

وفي الأخير تجسدت خلاصة تجربتهن في جملة يقدمنها لكل النساء في المجتمع اليمني وهي: "ما تركز عليه تحصل عليه" أي أننا إذا صببنا تركيزنا على المعوقات والمحبطات فسيكون الفشل هو نتيجة ذلك التركيز والعكس تماماً فالتركيز على الحلم والهدف المراد الوصول إليه فسيكون الوصول للقمة أمر حتمي وإن تأخر فإنه سيأتي.