الموظف إذا طلب هذا.. فهو يستحق الترقية

الموظف إذا طلب هذا.. فهو يستحق الترقية

الموظف إذا طلب هذا.. فهو يستحق الترقية

 

بقلم/ عبدالفتاح الحميدي

درس في القيادة استفدت منه خلال قراءتي لقصة موسى في الكتاب الكريم، وهو أن من يكلّف بمهمة معينة عليه أن يتبع خطوات محددة حتى يستطيع أداء المهمة التي كُلّف بها، وتكليف الله لنبيه موسى بحمل الرسالة والقيام بالبلاغ أمام الطاغية فرعون، وهنا نأتي إلى الدروس القيادية من قصة نبي الله موسى.

 

بدء التكليف:

جاء التكليف الرباني لموسى بمخاطبة الله عز وجل حيث قال له: "اذهب إلى فرعون إنه طغى" سورة طه آية 24، جاء هذا التكليف بعد أن كلّمه ربه وأعطاه الآيات منها العصى واليد البيضاء، وهنا بدأت المهمة وجاء الأمر من الله سبحانه وتعالى لموسى بالبدء بهذه المهمة والوظيفة الكبيرة والعظيمة والشاقة، فأدرك موسى حجم المهمة وحجم الطلب والصعوبات التي تواجهه في هذا الطريق فظهرت الصفة القيادية في موسى، وعندها طلب طلباته المعينة له في هذا الطريق.

 

حدد ما يعينك على أداء مهامك!

درس مهم لكل قائد ولكل مدير مشروع أو مؤسسة ولكل من يتعين في وظيفة جديدة ومهمة جديدة أن يعرف ما المطلوب منه وأن يعلم ما هي الأدوات والمعدات التي ستمكنه من أداء مهامه على أكمل وجه، فموسى صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأمر الرباني بالقيام بالدعوة والبلاغ إلى رأس الكفر فرعون الذي طغى وتجبّر بدأ موسى طلباته التي ستعينه في هذا الطريق والتي ستمكنه من أداء المهمة على أكمل وجه فقال: "قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهو قولي" سورة طه آية 28. وهذه طلباته التي ستعين على تحقيق ما طلبه منه رب العزة.

 

ليس بالضرورة توافر كل الإمكانيات لتحقيق هدفك:

كُلّفت بمهمة في عمل فليس من الضروري أن تطلب توافر أحدث الأجهزة وكل الأدوات والإمكانات التي ستعينك على أداء مهمتك، ولا أن تقعد على مكتبك فتعمل على تعداد كل الأدوات اللازمة والمهمة وغير المهمة لأداء عملك والتي قد تراها ستحقق لك الهدف المطلوب، وقد ظهر ذلك جلياً عندما طلب موسى من ربه بقوله (واحلل عقدة من لساني) طلب حل عقدة واحدة فقط ولم يقل عقد لساني بل قال عقدة من لساني يفقهوا قولي، لأن أكبر دليل على الجدية في العمل هو الانطلاق نحو التنفيذ وتذليل الصعوبات لا وضعها عقبة أما التكليف، وإن دل ذلك على شيء فهو دليل واضح على الوجهة القيادية التي تمتع بها نبي الله موسى في طلبه من ربه حل عقدة من لسانه، وهذا أحد الدروس القيادية في قصة نبي الله موسى.

 

وضح المخاطر التي أمامك في العمل:

تعتبر إدارة المخاطر من أهم المواد التي تُدرس في علوم الإدارة بل إن أكبر شهادة في إدارة المشاريع الاحترافية تشترط بشكل كبير دراسة المخاطر، بالتالي فمعرفة المخاطر علم يدرس بشكل منفصل، وهذا درس قيادي كبير من موسى وأخيه هارون عندما أمرهما ربهما بالذهاب إلى فرعون، فقد أظهرا المعوقات التي ستعترضهما في الطريق كما ذكره المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى" سورة طه آية 45.

ذكرا المعوقات والمخاوف التي أمامهما مع أن موسى في البداية قد سأل من ربه الإعانة والطلبات التي ستسهل عليه أداء مهمته، لكنهما هنا أعادا ذكر المخاطر وهذا درس قيادي يُلزم كل مدير أو صاحب عمل أن يركز بشكل أساسي على المخاطر القائمة والمخاطر المحتملة حتى يمضي في طريقه واثقاً وهو مدرك كيف سيتعامل معها في حال حدوثها، ولذلك جاء التطمين من رب العزة سبحانه وتعالى بقوله: "قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى" سورة طه آية 46.

 

خلاصة النمط القيادي من قصة موسى:

·       اعرف مهمتك بشكل واضح وتام.

·       اطلب ما يعينك على أداء مهامك.

·       اطلب الحد الأدنى الذي يعينك في أداء مهامك فعملك أهم من أدواتك وإمكانياتك.

·       اعرف المخاطر التي ستقف أمامك والتي ستلاقيها في تنفيذ وظيفتك.

·       انطلق نحو المخاطر وأنت تعرف المخرج منها.

·       اطلب العون من الله أولاً وآخراً.