السلاحف حين ضلّت طريقها

السلاحف حين ضلّت طريقها

السلاحف حين ضلّت طريقها

 

كل شيء يتغير من حولنا وبسرعة عجيبة لاسيما في وقتنا الحاضر، وهذا التغيير يؤثر علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة وسواءً كان التغيير إيجابياً أم سلبياً، المهم هو كيف نتعامل مع هذا التغيير؟

دعني أيها القارئ الكريم أعرض عليك مشهداً لا يخلو من العبرة والفائدة، فبينما كنت جالساً أشاهد برنامجاً وثائقياً كان يتحدث الموضوع عن السلاحف وتأثرها بالبيئة المحيطة بها، وإليكم الحكاية..

 من المتعارف عليه أن السلاحف تضع بيوضها على شواطئ البحار وعندما يحين الوقت لتفقس وتخرج من بيوضها تتوجه تلك السلاحف الصغيرة بفطرتها إلى البحر معتمدةً على انعكاس ضوء القمر فوق سطح الماء -وهنا برزت المشكلة- فقد كان الشاطئ الذي فقست فيه بيوض صغار السلاحف بجوار مدينة مزدهرة بالمباني العالية والأضواء الساطعة التي تسحر أعين الناظرين، فالسلاحف لم تكن استثناء فـ 80% من تلك السلاحف الصغيرة ضلت طريقها واتجهت نحو المدينة بدلاً من أن تتجه نحو البحر فلم ينجُ منها أحد بالرغم مما بذلته من جهد مضاعف وقطعٍ لمسافات طويلة لأنها لم تصل إلى البحر والذي يعتبر هدفاً بالنسبة لها، فيا ترى ما الذي أغواها عن هدفها؟ لا بد أنك أيها القارئ قد علمت السبب أليس كذلك؟!

ومع تيقني بأنكم قد استخلصتم العبر من القصة، لكن دعونا نوضحها معاً ونشد وثاقها وربطها فيما يتعلق بريادة الأعمال:

أولاً: ليس بالضرورة بذل الجهد الكبير بل المطلوب أن تكون على الطريق الصحيح أولاً، وإلا فإن سرعة السير في الطريق الخاطئ لن يزيدك إلا بعداً.

ثانياً: الغالبية لا تعني أبداً أنها على حق، فقد يكون الانفراد تميزاً.

ثالثاً: التغيرات في البيئة المحيطة تنعكس على أفعالنا، فيجب دراستها بإمعان واختيار المسار الدقيق.

لذا أعلم أيها القارئ العزيز أن من واجب كل رائد أعمال أن يتقن استخدام ما وهبه الله تعالى من مهارات وعلوم ليسخرها في تعبيد طريق النجاح، وإلا ضل طريقه في ظل المتغيرات والأحداث المحيطة به.

وفي مجلتنا هذه حرصنا على طرح دراسات ومقالات وغيرها من المواضيع ذات الصلة؛ لنكون بعون الله تعالى من المساهمين والرواد في تحريك عجلة ريادة الأعمال في اليمن.

 

وفق الله الجميع،،