عزيزي المدير النقد لك وليس عليك!

عزيزي المدير النقد لك وليس عليك!

عزيزي المدير النقد لك وليس عليك!

 

فارس الصرمي – مدير فرع مصرفي

للنقد سمعة سيئة بين أوساط الكثير من البيئات سواء التجارية أو الاجتماعية أو غيره، بل أصبح تعريف النقد أنه عكس العمل!

وهذا الأمر نتج عن عدم فهم معنى النقد وأهميته من قبل الناقد أو المنقود!

كلمة (نقد) في اللغة العربية: اختبار الشيء لتمييز الجيد من الرديء..

ثم ينتج عن هذا الاختبار تحسين الشيء وتطويره وجعله أكثر فائدة.

في دنيا الأعمال تطلق الشركات منتجات تجريبية ثم تطلب من موظفيها، عملائها، خصومها أن يسجلوا عيوب هذا المنتج، بل وقد تعلن عن جوائز لمن يكتشف العيوب.

# لعملية اختبار المنتج أو الخدمة فوائد عديدة منها:

·      تجويد وتحسين المنتج أو الخدمة.

·      ضمان أعلى قبول عند المستهلك أو المستفيد.

·      تقليل تكاليف التصويب، خاصة إذا خضع المنتج لعملية نقد علمية في مرحلة ما قبل الاعتماد والإنتاج النهائي، أو تم الإسراع بعملية تلافي المشكلة.

·      استخدام التغذية الناتجة عن النقد في تطوير النسخ التالية من المنتج أو الخدمة، فيشعر العملاء بالرضى أكثر مع كل تطوير.

·      تعويد العامل والإدارة على عملية التفكير النقدي، فتتحسن عمليات الشركة المختلفة الإداري منها أو الإنتاجي أو التسويقي أو...

# قد لا يختلف اثنان على أهمية النقد لكنهم يختلفون بتقبله!

أسباب تعود للمنقود (المدير، الموظف):

·      فهم النقد أنه انتقاص من علمه أو جهده، رغم أن النقد هو علم وجهد إضافي، يضيفه الشخص إلى علمه وجهده.

·      فهم النقد على أنه محاولة هدم للمنتج أو الجهد المبذول، بينما هو وسيلة للتطوير والتحسين.

·      عدم قدرة المنقود على التمييز بين النقد البناء والنقد لغرض النقد.

أسباب تعود للناقد منها:

·      القيام بعملية النقد بشكل عشوائي أو كردة فعل لخلاف شخصي بين الناقد والمنقود.

·      عدم اختيار الكلمات المناسبة من قبل الناقد، فقد يختار كلمات فيها مبالغات.

·      القيام بعملية النقد دون إدراك الناقد لكل جوانب ما ينقده، أي لديه جزء من الصورة فقط.

·      عدم اختيار الوقت المناسب لعملية النقد.

·      نقد كل الأمور بدرجة واحدة دون مراعاة أهمية كل أمر على حدة.

·      الاكتفاء بالنقد دون تقديم بدائل قابلة للتنفيذ.

# استماع النقد ليس مُضِر!

صحيح أن الناقد قد يكون لديه أشكال من المشكلات المذكورة أعلاه إلا أن من الأهمية بمكان أن يستمع الإنسان للنقد لجني فوائد عديدة منها:

·      تعويد الشخص لنفسه على أن يتقبل النقد دون تذمر ورفض، فيكتسب المرونة في التعامل ويعود نفسه على ذلك.

·      تدريب نفسه للتمييز بين النقد المفيد والغير المفيد.

·      قد يجد تنبيهات سليمة في جزء من النقد الواصل إليه، وبالتالي تساعده في التحسين والتطوير أو تلافي مشاكل وإشكالات كان سيقع فيها لو لم يصله ذاك النقد.

تفضل المؤسسات الناجحة استقطاب الكوادر التي لديها تفكير ناقد على الكوادر التي تجيد التنفيذ بصمت!

# التفكير الناقد هو: فحص وتقييم الحلول المتاحة وابتكار حلول إضافية.

التفكير الناقد قد يبدأ انطباعياً ثم يتحول إلى عملية منطقية تبدأ بالتحليل والبحث عن الحلول و كتابتها ثم فرزها ثم اختيار أفضلها أي أنها تبدأ بالاستماع للنقد ثم تتحول إلى مشكلة تدرس دراسة علمية إلى أن تنتهي بعملية اتخاذ القرار.

# التسليم بأهمية النقد دون الإيمان به!

بعض المؤسسات تسلم بأهمية التفكير النقدي لكنها لم تؤمن به بعد!! لا تشجع النقد داخلها بل توبخ أو تتجاهل الناقد ونقده!

المؤسسات المؤمنة بذلك تشرع إجراءات لتشجيع عمليات النقد من خلال:

·      عمل جلسات عصر ذهني للمستويات الإدارية المختلفة، تستمع فيه للآراء.

·      تقيم دورات لتنمية التفكير النقدي وتهذيبه وتطويره.

·      تضع صناديق أو موقع إلكتروني لاستقبال المقترحات أو الملاحظات.

·      تقدم جوائز للأعمال النقدية التي تؤدي إلى تلافي أخطاء أو تطوير وتحسين منتج.

·      توسع الشراكة مع العملاء وتزورهم لتسمع ملاحظاتهم.

·      ولضمان تطوير عملية النقد فإن من المهم أن تسعى المؤسسات لإكساب موظفيها قدرات النقد وتدريبهم عليها مثل:

·      القدرة على استخدام التعبيرات المناسبة.

·      القدرة على استخدام أسلوب وصياغة مناسبة.

·      القدرة على توضيح الغموض في الأدلة.

·      القدرة على اختبار النتائج التي يتم التوصل إليها.

·      القدرة على اكتشاف التناقض في العبارات.

·      القدرة على البناء التسلسلي والمنطقي للملاحظات.

وكذا تدريب قياداتها على التعامل مع النقد من خلال:

·      مناقشة الآراء المختلفة لتحديد الصحيح منها وغير الصحيح.

·      تمييز نواحي القوة ونواحي الضعف في الآراء المتعارضة.

·      تقييم الآراء بطريقة موضوعية بعيدة عن التحيّز والذاتية.

·      البرهنة وتقديم الحجة على صحة الرأي، أو الحكم الذي تتم الموافقة عليه.

·      الرجوع إلى مزيد من المعلومات إذا ما استدعى البرهان ذلك.

أخيراً: المؤسسات الناجحة لديها ثلاث نوعيات من الموظفين يرتكز نجاحها عليهم

·      الكادر المبدع المبادر في إنتاج الأفكار والمقترحات.

·      الكادر ذو التفكير النقدي الفاحص لتلك الأفكار والمصحح لها.

·      الكادر القادر على التنفيذ بدقة عالية.