دور إدارة العلاقات العامة في النهوض بالمؤسسات اليمنية

دور إدارة العلاقات العامة في النهوض بالمؤسسات اليمنية

دور إدارة العلاقات العامة في النهوض بالمؤسسات اليمنية

 

د. ناصر القادري

مدير العلاقات العامة والتسويق

مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا

 

توجد العديد من التعريفات لمفهوم العلاقات العامة، في محاولة للوصول للتعريف الأدق لدورها في عالم الأعمال اليوم، ومن أحد هذه التعريفات ما أقرّته جمعية العلاقات العامة الأمريكية (PRSA)، وهو أن العلاقات العامة عملية اتصال استراتيجية تبني علاقات ذات منفعة متبادلة بين المنظمات وجماهيرها.

وعلى أثر التطور الصناعي واتساع رقعة النشاطات الاقتصادية، ازداد التنافس بين المؤسسات والمنظمات الصناعية والتجارية، الأمر الذي أدى إلى زيادة دور إدارة العلاقات العامة من خلال قيامها بالعديد من المهام مثل التواصل مع الجهات الخارجية، بما في ذلك الصحافة والإعلام والحكومات، و تقديم الاستشارات إلى إدارة المؤسسة، وكذلك تقويم وقياس اتجاهات الرأي العام بغرض تحديد ورسم سياسات المنظمة وتعزيز الثقة لدى الجمهور.

كذلك بدأت الكثير من المجتمعات تحترم إرادة الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه، دون وساطة أو وصاية فقد أصبح المواطن قوة لا يستهان بها، كونه النقطة التي تدور حوله كل سياسات الإنتاج والتسويق والخدمات وغيرها، كما أصبحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية، أكثر انتقاداً للمؤسسات وتدخلاً في عملها من ذي قبل، ولهذا السبب يأتي دور العلاقات العامة لتتواصل مع تلك الوسائل لتوضيح الصورة ومواجهة غضب المجتمع وإدارة الأزمات.

 

العلاقات العامة في المؤسسات اليمنية:

نتيجة لعدم الوعي بأهمية وعمل العلاقات العامة لدى الإدارة العليا في الأجهزة الحكومية اليمنية فإنها لم تشهد نمواً يُذكر حتى نهاية عقد الثمانينات، واكتفت إدارة وأقسام العلاقات العامة بالقيام برصد ما ينشر في وسائل الإعلام والرد عليه إن لزم، ودراسة المقترحات والشكاوى والقيام بأعمال السكرتارية، وقد انعكس ذلك على بقية المؤسسات اليمنية.

وقد كان صدور أول قرار جمهوري بتاريخ 23 سبتمبر 1990م بتخصيص إدارة عامة للعلاقات العامة، ورغم وجود تطور نسبي بعد ذلك لدى العديد من المؤسسات اليمنية وبالذات الكبرى منها إلا أنه لم يتم الاهتمام بهذه الإدارة بالشكل المطلوب وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها عدم إدراك موظفي الإدارة العليا لأهمية و دور العلاقات العامة كوظيفة ومفهوم وممارسة،  حيث اعتبرها البعض كإدارة تنفيذية تقع في آخر الجهاز التنفيذي ليس أكثر، ولا داعي لوضعها في محل مشاركة في إدارات اتخاذ القرارات ، فهي إدارة اتصالية ووجودها يعتبر تكاليف إضافية وأنه بإمكان أي شخص القيام بهذا الدور وأغلب مسؤولي المؤسسات يقومون بذلك بأنفسهم، وهناك آخرون لا يملكون أدنى علم بالدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الإدارة في النهوض بالمؤسسة، ومع ذلك فإن العديد من المؤسسات اليمنية أنشأت إدارة مستقلة للعلاقات العامة إلا أنها لا تخلو من العديد من العيوب والتي من أهمها:

-       وجود تداخل في أعمال واختصاصات إدارة العلاقات العامة مع الإدارات الأخرى.

-       تقوم بعض إدارات العلاقات العامة بمزاولة أعمال ليست من اختصاصها. 

-       بعض إدارات العلاقات لا تستعين بخبرات ومستشاري العلاقات العامة.

-       عدم تفعيل الإدارة وقيامها بالدور المنوط بها.

 

الاستراتيجيات المشتركة بين التسويق والعلاقات العامة:

إن العلاقة بين التسويق والعلاقات العامة هي علاقة تكاملية طردية، ولتحقيق هذه العلاقة المتكاملة لمشاكل أي مؤسسة، لابد من العمل على تحقيق أهدافها من خلال أسلوب مشترك وبرنامج عمل وإطار متكامل يجمع بين النشاطين داخل المؤسسة، وعلى الرغم من وجود أوجه تشابه بينهما، إلا أن هناك أيضاً اختلافات رئيسية.

ربما يكون أهم فرق بينهما هو التركيز الأساسي لكل منهما، في حين أنَّ العلاقات العامة تُركز على تنمية العلاقات بين المنظمة أو الأفراد والجمهور بغرض تحسين صورة المؤسسة في السوق ولدى العملاء، لذلك ستجد التسويق يُركز على الترويج للمنتجات والخدمات لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وتحسين الإيراداتٍ.