واقع إدارة المعرفة في المؤسسات اليمنية الطامحة..

واقع إدارة المعرفة في المؤسسات اليمنية الطامحة..

واقع إدارة المعرفة في المؤسسات اليمنية الطامحة..

 

بقلم أ/ صالح الزهاري

 

حققت اليابان تجارب ناجحة في الإدارة على الرغم من الصعوبات التي واجهتها ولمعرفة السر وراء نجاح الإدارة اليابانية وتميزها وكفاءة منظماتها الاقتصادية قدم الباحث الأمريكي (وليم أوشي) دراسة عن سر نجاح التجربة اليابانية وتوصل في النهاية إلى نموذج جديد في الإدارة ووضحه في خلاصة توصل إليها بعنوان: كيف تقابل منظمات الأعمال الأمريكية التحديات اليابانية؟

 

كما توصل الباحث إلى أن الجانب الإنساني هو العقبة التي تواجه المنظمات قبل أن تكون هذه العقبات مالية أو استثمارية؛ فأمريكا تنفق في المجالين المالي والاستثماري مبالغ باهظة، إلا أنها لا تكفي إذا لم توجه مبالغ أخرى كبيرة لتطوير وفهم كيفية إدارة هذه المنظمات والعاملين فيها أثناء إدارتهم لأعمالهم، وهو ما اعتبره الباحث الدرس الذي يجب أن تأخذه أمريكا من الامبراطورية اليابانية.

 

ويقول: "إن أفضل عملية استثمار هي تلك الموجهة نحو الإنسان؛ لأنه بالإنسان تستطيع المنظمات أن تتغلب على معظم مشكلاتها، وإن العمل الجماعي، وتوحيد جهود الأفراد وخلق روح الجماعة بين صفوفهم تساعد على تحقيق مستوى رفيع الأداء، شأنهم في ذلك شأن أقرانهم اليابانيين".

 

ويستدرك: "لكن الارتفاع بمستوى الإنتاج لن يتحقق ببذل الجهود والعمل فقط، بل من خلال التنسيق الأمثل لهذه الجهود بطريقة مثمرة، ومن خلال تقديم الحوافز لتحقيق التعاون والتآلف وبث روح الثقة في صفوف العاملين"

 

إن كل ما تمتلكه المؤسسات من بيانات ومعلومات وتجارب وخبرات سواء على مستوى العالم ككل أو على مستوى الأفراد العاملين فيها، أصبحت تشكل ثروة كبيرة إلى جانب رأس المال ويمكن الاستثمار فيها وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف العامة لاي مؤسسة، بل إنها تعتبر سر التفوق والنمو والاستمرارية في ظل المتغيرات البيئية، وهذا ما تهدف إليه إدارة المعرفة.

 

فتعرف إدارة المعرفة على أنها القدرة على ترجمة المعلومات إلى أداء لتحقيق مهمة محددة أو إيجاد شي محدد، وهذه القدرة لا تكون إلا عند ذوي المهارات الفكرية.

 

فإدارة المعرفة = الخبرات والمهارات + البيانات والمعلومات.

 

وتعد إدارة المعرفة من أحدث المفاهيم الإدارية التي حظيت باهتمام متزايد من قبل المؤسسات؛ فهي الإدارة الأكثر حيوية إذ تقع على عاتقها إنتاج وتوليد المعرفة التي تستغلها وتستعملها المؤسسة ضمن كل عملياتها هذا ما انعكس على تطوير وتحسين أدائها بصورة فعالة في عالم الأعمال اليوم.

 

من خلال تطبيق إدارة المعرفة تحققت الكثير من المزايا المتعلقة بتبسيط العمليات وخفض التكاليف عن طريق التخلص من الإجراءات المطلوبة أو غير الضرورية، وتحسين خدمات العملاء عن طريق تخفيض الزمن المستغرق في تقديم الخدمات المطلوبة وزيادة العائد المادي عن طريق تسويق المنتجات والخدمات بفاعلية أكثر واستخدامها في التحسين المستمر وابتكار منتجات وخدمات جديدة.

 

وفي اليمن لازالت الأبحاث والدراسات تشير بأن هناك ضعف في الأداء العام للمؤسسات لاسيما في ظل الوضع الراهن حيث وقد عجزت الكثير منها في مواجهة التغيرات المتسارعة والقدرة على النمو والتقدم وتحقيق ميزة تنافسية، بالتالي يتوجب على تلك المؤسسات الطامحة في التقدم إلى أن تستثمر المهارات والخبرات والتجارب السابقة التي يمتلكها العاملون، ونقل تلك التجارب والخبرات من العاملين القدامى إلى العاملين الجدد عبر قنوات التواصل المختلفة وتخزينها واكتساب معارف ومهارات وخبرات جديدة من خلال محاكاة المؤسسات الناجحة سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

 

ومن جل الوصول إلى أداء فعال يجب حشد جهود الأفراد نحو تحقيق الأهداف وتعزيز ثقافة الخدمة وبناء توجه نحو العملاء على مستوى المؤسسة وعلى مستوى الأفراد وتهيئة بيئة العمل الداخلية ودعم سياسة الإبداع والابتكار.