لو خاف من السقوط لما تمكّن من الطيران

لو خاف من السقوط لما تمكّن من الطيران

لو خاف من السقوط لما تمكّن من الطيران

 أ/ شيبان أحمد شيبان – رئيس التحرير

 

بينما كنت ذاهباً إلى عملي استوقفني منظر بديع، كانت السماء حبلى بالغيوم يتخلل من أقطارها بعض المسارات التي يشع من خلالها خيوط الشمس تسري في جنباتها وكأنها تحاول أن تخبرنا أنه مهما أظلمت عليك فلابد من وجود دلائل تدلك على الطريق والسبيل لتُحلق في سماء الإبداع.

لكن ما شدني أكثر هو ذلك الطير الذي يحوم فيرتفع حيناً وينزل حيناً آخر، وكأنه فنان يرسم لوحة أهدافه في ظل لوحة غيوم الحياة، وهنا تساءلت في نفسي؛ لو أنه خاف من أن يسقط أكان حاول الطيران؟ وهل كان سيحصل على رزقه ويحقق أهدافه؟!

ففي القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى عن الطير: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم...﴾ الآية ٣٨، يجذبني قوله "أمم أمثالكم"؛ فهو سبحانه وتعالى قد وضع سنناً ونواميس من سار عليها حقق ما يسعى إليه، وعليه لنسأل أنفسنا أنعجز أن نكون مثل ذلك الطير؟! رغم ما كرّمنا به الله تعالى عن سوانا.

أخي القارئ الكريم دع عنك التردد غير المبرر والإحجام عن الإقدام لتحقيق ما تطمح إليه، وإياك وذريعة الخوف من الفشل، وهو كثير ما يحصل معنا، أليس كذلك؟

دعنا نكون واقعيين فالخوف شيءٌ طبيعي، لكن ما أقصده هو كما ذكرت الخوف غير المبرر.

انطلق، أيها القارئ الكريم إذا كانت لديك رؤية لمشروع ولو كان بسيطا فقم وادرس الوضع والمحيط الذي تود أن تقيم فيه مشروعك، ثم خطط وابدأ بتنفيذ خطوات عملية وليس عليك بعد ذلك إلا أن تكون كمثل ذلك الطير الذي خرج من عشه باحثاً عن رزقه وهو على يقين من إنه لن يعود إلا وقد حقق هدفه ونال مراده.

مجلتنا ريادة الأعمال في اليمن ليست إلا مثالاً لذلك، فهي كغيرها من المشاريع، فقد كانت يوماً حلماً لرجل تبلورت الفكرة في باله وشغلت فكره فسعى جاهداً إلى إخراجها إلى أرض الواقع وكان له بفضل من الله تعالى ما تمنى، واليوم أصبحت بعد ما يزيد عن عام ونيف المنبر والدليل الأول لكل إنسان يسعى ليكون رائد أعمال ناجح.

وفق الله الجميع،،