وقفات على ضفاف السيرة الذاتية

وقفات على ضفاف السيرة الذاتية

وقفات على ضفاف السيرة الذاتية

 في يوم من أيام الله أذّن مؤذن البداية  

 

 استهل لحظة خروجه للحياة بصرخة كإعلان لحياة جديدة، فالحياة كما يقال حيوات: ففي العاصمة صنعاء كانت البداية وفي كنف أسرة كريمة نشأ في جو يسوده الحب والوئام والسلام الداخلي والذي كان له الأثر الأكبر في تشكيل طفل.. كم هي مؤثرة سنوات الطفولة هي اللبنة الأولى في تشكيل الشخصية وتحديد ملامحها، نشأ محبا للتطلع والاكتشاف يبحث خلف الأشياء لاكتشاف كنهها، في اهتمام قد يبدو طبيعيا لأي طفل؛ لكنه في الحقيقة تثوي خلفه سمات ربما تكون مختلفة فحب الاكتشاف ورسم سيناريوهات لتمثيل مواقف وأعمال كان هو بطلها وممثل شخصياتها، هكذا إذن إلى أن بدأت سنوات الدراسة بمراحلها المختلفة والتي كان فيها شغوفا بالاكتشاف والترحال في صفحات الكتب والتحديق في الصور والأشكال يحاورها وينطقها بلسان البطل..

 

ذلك هو الطفل الذي كنته.

 

  استمرت سنوات الدراسة وفي العقل انتظار لما قد يحدث من طفرة في الإنجاز إلى أن اكملت الثانوية العامة في 2004م في إحدى مدارس صنعاء ومما استوقفني آنذاك مادة الكيمياء التي حصلت فيها على الدرجة النهائية وكشفت لي عن تعلقي بدقة الكيمياء والتي اكتسبتها من دقة الحياة الشخصية التي عشتها، ترددت قليلا في اختيار مسار الجامعة ولكن حسمت الأمر بكلية الصيدلة جامعة صنعاء تخرجت منها بدرجة البكالوريوس في الصيدلة وفي الحياة الجامعية كانت وقفات ومواقف نمت واستمرت..

 

 

 

 أهم المبادئ الحياتية التي غرسها الوالد حفظه الله:

 

الحياة مبادئ ما تم غرسه في الطفولة يجنى ثمرا يانعا في الكبر فقد غرس والدي  حفظه الله  كثيرا من المبادئ  في رحلة حياتي  منذ نعومة الأظفار منها: الجدية والالتزام والنظام الذي شكل هوية حياتي الأولى، فقد وضع لنا وأخوتي دستورا صارما   للبيت لا يتم تجاوزه، مواعيد محددة للأكل، النوم، الاستذكار، ولحظات للمتعة والمرح، هكذا كان الحال عليه ذلك عمق لدي الكثير من المبادئ التي بقيت تلازمني  في مسيرتي:  الجدية والالتزام وعدم ترك أي عمل دون انجاز، ومما شغفت به وتعلمته من الوالد حفظه الله  لا تقف  لتنتظر بل إبدا واستمر.

 

 

 

الأهداف الأساسية في الحياة:

 

مما تعلمته في حياتي أن ما تتوقعه تجده وتمثلت قول الرسول الأعظم لو كانت همة أحدكم في الثريا لنالها..

 

وانطلاقا من ذلك وضعت لي جملة من الأهداف التي لم ألو جهدا في الركض خلفها ومنها التطوير الذاتي والنجاح في الحياة على مستوى العمل وعلة المستوى الشخصي فلله الحمد الذي مكنني من تحقيق نسبة كبيرة مما طمحت إليه فقد تبلورت المبادئ التي اعتنقتها في حياتي وكنت دوما أنظر للنهاية وليس للبداية.

 

 

 

الاستراتيجية في العمل:

 

ما تؤمن به تمثله في حياتك سواء على المستوى الشخصي أو الوظيفي فقد كنت واثقا بحمد الله من أن لكل عائق طريق آخر يلمع فيه الحل. أهم الاستراتيجيات التي أطبقها في عملي منطلقة من مبدأ انظر للنهاية، ولا يمكن الاستمرار في ممارسة نفس الأساليب لنفس العوائق، إنها المرونة التي ساعدتني في تجاوز كثير من الصعاب، كما أن اشراك الآخرين في تسيير الأمور لها أثر كبير في ذلك كل ذلك استقيته من معين الوالد حفظه الله.

 

ويمكن تلخيص استراتيجية الدكتور محمد شمسان في العمل بالنقاط التالية: 

 

1. إبدأ وعينك على النهاية 

 

2. لا تستمر في ممارسة نفس الأساليب لنفس العوائق.

 

3. المرونة في التعامل مع الصعاب.

 

4. اشراك الآخرين في تسيير الأمور.

 

 

 

أهم الانجازات:

 

كثيرة هي الانجازات في رحلة الألف ميل التي تبدأ بخطوة فقد تمكنت بتوفيق من الله من دراسة الماجستير في الموضوع الذي أجد نفسي فيه والمتمثل في الإدارة الجامعية والتطوير المؤسسي كما تبلور ذلك في وظيفتي التي تمكنت فيها من تطوير المؤسسة التي أعمل فيها من خلال الانتقال بها للوضع المؤسسي وافتتاح كثير من البرامج وفق السياسات الأكاديمية والعلمية بالإضافة إلى عقد شراكات تطويرية  وتنفيذ كثير من الفعاليات لخدمة المجتمع والاسهام في تحسين مخرجات الجامعة لما لها من أهمية في تحقيق التنمية المستدامة، وتمكنت بفضل الله وبتوجيهات الوالد القدوة من التغلب على كثير من الصعوبات والعثرات في مجال العمل الذي كان الوضع العام للبلد يمر بأزمات خانقة لكن بفضل الله والدعم اللامحدود من قدوتي وملهمي في الحياة الوالد حفظه الله تمكنت من تخطي وتجاوز كثير من العراقيل، فالثقة التي منحني إياها   شجعتني كثيرا على النجاح وزادت لدي من الإصرار على النجاح.

 

 

 

رؤيتي للاستثمار في اليمن:

 

غالباً الاستثمار في البيئات التي لا تشهد استقرارا عميقا يشوبها المخاطرة الكبيرة لكن لا يقف ذلك عائقا فالإبداع والنجاح لا يكون إلا في ظل هكذا وضع لذلك قد تنتابك في بعض الأحيان مخاوف من الفشل أو الاستمرار لكن  التخلي أو التوقف يعتبر هو الفشل، ونظرا لما تمر به بلادنا الحبيبة من أوضاع لا ننسى دورنا الوطني في ذلك لنستمر في تقديم الخدمات، والعمل على بناء جيل متسلح بالإرادة والعزيمة والعلم، والاسهام في الحد من البطالة وتوفير فرص العمل، هذا ما تفرضه علينا قيمنا الوطنية والدينية أن لا نتخلى كرؤوس أموال ونغدر ثم نعود حين تعود الأوضاع كما كانت هذا لا يمكن أن نستغل الأمر فالرائد لا يتميز أبدا بالأنانية.

 

 

 

أهم النصائح للشباب:

 

لا تقفوا منتظرين.. ابدأ والنهاية في عقلك ففكرتك هي مشروعك اخرج من عنق الزجاجة ولا تدع المنغصات تسيطر عليك حتى لا تحيلك إلى جثة حية.. الحياة كفاح ولا تستسلم فكر خارج الفنجان وابدأ بمشروعك البسيط قليل التكاليف فالنجاح يبدأ من القليل.

 

 

 

أفضل خدمة قدمتها للمجتمع:

 

غالبا لا تقاس الخدمات بحجمها بل تقاس بمفعولها ونحن كمؤسسة أكاديمية نستمر في تخريج الكوادر المتسلحين بالعلم والمهارة والحس الوطني، نختار التخصصات التي لها عائد في المجتمع نعمل على تنفيذ البرامج التدريبية والخدمية التي تسهم في الحد من البطالة ونشر الوعي الوطني والايجابي فجيل اليوم هم بناة الغد وتبصيرهم بالسياقات العلمية المتعلقة بالبناء والتنمية هو المهمة الأولى لنا.

 

رائد الأعمال لا يمكن أن يكون عاديا وفي ظروف عادية الريادة كفكر وممارسة تبرق في ظل ظروف غير طبيعية تتحدى الواقع المتسم بالتقليدية والتناسخ في الأعمال هنا تبرز الروح الريادية في اختلاق الأعمال وشق حواجز الرتابة والجمود.

 

كل ذلك من خلال البدء والانطلاق والتشبيك والتطلع، أقول أخيراً ممارسة فكرة التأمل لها مردود كبير على النجاح تأمل باستمرار في الأعمال والشخاص والواقع كن شرها بالتأمل لتكتشف وتسبر أغوار الواقع لتجد بذرتك التي تكسر من خلالها قشرة اليأس والاستسلام.

 

فغالبية رواد الأعمال المشهورين قهروا الواقع وتخطوا الصعاب بفعل اصرارهم وتفكيرهم خارج القشرة، غالبا تتأثر الريادة بالواقع لكن لا تتوقف عنده، فالأوضاع السياسية غالبا تؤثر لكن لا تحد من الريادة فالجمود السياسي والصراع وعدم الاستقرار وغياب القوانين لها أثر بالغ في الحد من الريادة لأن الريادة في المقام الأول فكرة تتبلور لتتحول إلى مشروع وكيان فطالما البيئة المحيطة والحاضنة السياسية التي توجد فيها غير ملائمة أكيد ستؤثر وتشكل معوقات لكن لا ينبغي الوقوف عندها بل لكل عائق حل..

 

 

 

خارج العمل:

 

غالبا يتم ذلك من تتوزع بين المتطلبات الأسرية والعائلية وتخصيص وقت للاطلاع والمتابعة والزيارة وتبادل العلاقات إضافة للاسترخاء وممارسة التأمل والنشاط البدني هي منهجية اكتسبتها من الوالد حفظه الله لا تدع ملفات عقلك تتداخل ابدأ بإنجازها ملفاً ملفاً، وانتقل للملف الاخر بحيث لا تقف عند نقطة واحدة تأخذ كل اهتمامك على حساب الملفات الأخرى، فالحياة ماهي إلا ّ روزنامة من الملفات لو نجح الفرد في التعامل معها ذاق طعم النجاح.

 

 

 

 محمد أحمد شمسان الشرجبي

 

مساعد رئيس الجامعة الوطنية