التسويق والعلاقات العامة القيادة أم التبعية

التسويق والعلاقات العامة القيادة أم التبعية

التسويق والعلاقات العامة القيادة أم التبعية

في عالم المال والأعمال كل الوظائف مهمة ومكملةً لبعضها والانسجام والتنسيق بينها مطلوب ويجب أن تسود بين موظفيها ثقافة الحب والاحترام فالجميع يعمل في إطار المصلحة العليا للمؤسسة وفي سبيل تحقيق أهدافها وكل ذلك يأتي في ظل احترم اللوائح والأنظمة المؤسسية التي تضمن سير العمل بمهنية عالية.

 ومن بين تلك الوظائف بل وعلى رأسها التسويق والعلاقات العامة وهما التخصصان اللذانِ يتطلبان جهداً كبيراً كون المسئولية الكبيرة - في وضع استراتيجية المؤسسة ورسم الصورة الذهنية وبناء السمعة الطيبة للمؤسسة وخلق بيئة عمل جيدة للموظفين والعملاء- تقع على عاتقهما.

التسويق والعلاقات العامة أحد أهم التخصصات في المؤسسات لأن المسئولية الأولى تقع عليهما في جذب العملاء وزيادة الأرباح، ويعتبران أحد العوامل الرئيسية في توجيه مسار مستقبل المؤسسات نحو النجاح أو الفشل، فالمشاريع التي تريد الانطلاق بدون التسويق والعلاقات تشبه من يجلس في الظلام ويتوقع بأن الناس سيجدونه من غير استخدام الاضاءة.

 إن التسويق والعلاقات صنوانان لا ينفكان وشريكان متوازيان يكمل كلاً منهما الآخر، غير أن هناك من المتخصصين في المجالين من يبالغ في تخصصه ويجعله القائد والأساس وغيره التابع والثانوي ولأولئك نقول إن الأصل في الوظائف هو التكامل وما القيادة إلا تكليف لا تشريف، ويجبأنيحدثبينالتسويق والعلاقاتالعامةنوعمنالتناغموالانسجام لأنهمايعملانفي إطارٍ واحديخدم استراتيجية الإدارةالعليا.

 فالتسويق يعتبر أكثر وظيفة إدارية  تقوم بها المؤسسات والشركات وتسبب إرباك الوظيفة العلاقات العامة لتداخلهما مع بعضهما البعض من ناحية العمل، ولقد أصبحت وظيفتي العلاقات العامة والتسويق أكثر مهنية وهما تبحث ان عند ورأكبر في صناعة القرار داخل المؤسسات والشركات فالتسويق يميل إلى جعل المؤسسة أو الشركة تتجهل تحقيق أهداف السوق وتحقيق الربح، وتقوم العلاقات العامة بتحقيق أهداف الجمهور وتسعى لخلق علاقة طيبة بين المؤسسة وجمهورها، وعليه يجب أن تبرمج أنشطة وبرامج جميع الأقسام والإدارات وفق برامج وأنشطة التسويق والعلاقات وكذلك ربط خطط جميع الأقسام والإدارات بخطة التسويق والعلاقات حتى تستطيع المؤسسة تحقيق أهدافها .

هناك سمات  تميز التسويق وسمات تميز العلاقات فالتسويق يسعى إلى زيادة الربح من خلال الأدوات التي يستخدمها والتي تحث الجمهور على شراء السلعة أو استخدام الخدمة أو تبني الفكرة دون الاهتمام بانطباع  العملاء ومعرفة ملاحظاتهم وآرائهم حول ما اقتنوه أو تلقوه، بينما العلاقات العامة تهتم ببناء السمعة الطيبة للمؤسسة ورسم الصورة الذهنية الإيجابية وخلق علاقة متميزة بين المؤسسة وجمهورها وذلك من خلال الأدوات التي تستخدمها والبرامج التي تنفذها والتي تهدف إلى معرفة آراء وانطباع العملاء حول الخدمات المقدمة أو السلع المباعة للاستفادة منها في التحسين والتطوير  المستمر، فكل ما تقوم به العلاقات العامة يصب في النهاية في تحقيق أهداف المؤسسة والتسويق في زيادة الأرباح والحصول على حصة في السوق.

إن التسويق والعلاقات العامة في أي مؤسسة يشبهان سوبر مان ذلك البطل الخارق، فإذا ما حصل ركود في المؤسسة أو فشل معين فإن الأنظار تتوجه نحو التسويق والعلاقات العامة لإيجاد الحلول المناسبة وتنشيط التعامل مع المؤسسة، فعندما ننظر بعمق في مهام ومسئوليات التسويق والعلاقات العامة يتضح للجميع جلياً السبب في كونهما الوظيفتين المهمتين لأي مؤسسة، ودونهما سيكون من الصعب جداً على المؤسسات أن تنافس في السوق وتحقق الأرباح.

وأخيراً ......

فوظيفتي التسويق والعلاقات العامة واسعتان ومتشعبتان ولا نستطيع أن نلم بجوانبهما بمقال مقتضب وما تم سرده يعتبر نبذة بسيطة ونقطة من بحــــر.

 

أ. محمد علي الصباحي

رئيس قسم التسويق والعلاقات

المستشفى الألماني الحديث