أفكار على صفحات الريادة – التفكيكية كفلسفة (عقلك رأس مالك)

أفكار على صفحات الريادة – التفكيكية كفلسفة (عقلك رأس مالك)

أفكار على صفحات الريادة – التفكيكية كفلسفة (عقلك رأس مالك)

في العصر المتسم بصيرورة التغير الذي يعد فيه التغير هو الثابت الوحيد فيه.

ففي القرن الماضي كانت المصانع العملاقة، والتي أحدثت تحولاً جذرياً في عالم الميكنة، انشغلت الإمبراطوريات الصناعية الكبرى بالتنافس في الآلات والمعدات التي غزت العالم، وبه حدثت الثورة الصناعية الكبرى.

لم يعد هذا الوضع مجدياً في عصر الانفجار المعرفي والتطور المعلوماتي، الذي تعولمت فيه الأفكار وانطفأت فيه جذوة الخصوصية وبات بالإمكان أن تتجول في عالمك الافتراضي مخترقاً الحدود والقيود .. وبات الاقتصاد اللامرئي هو سيد الموقف.

فهل صار الكون مزدحماً بالأفكار التي طغت على الزمن المتاح؟

 

إن معدلات التغير باتت لا تحصى، مما أجبر رواد الأعمال على تخطي القيود والبحث عن مسارات استثمارية بأفاق جديدة، تتخطى الماديات وتتوق نحو اللازمان واللامكان. ومن أنجح الأعمال في ظل هذه الوضعية هي المشاريع الصغيرة ذات الكثافة الابتكارية والمنافسة القوية، فقد تجد استثماراً غير مرئي، وشركات افتراضية تحملها حقيبة ظهر، وحدها المعرفة من تصنع التحول، ففي التجارة المعرفية قد لا تجد مبانٍ وشركات وموظفين...الخ

فعقلك رأسمالك، هكذا إذن .. من هنا جاءت ريادة الأعمال، وطالما أن فلسفة الأعمال باتت تنبثق مباشرة من المعرفة؛ لأننا في عصر التشظي هي ذاتها فلسفة ما بعد الحداثة هي التفكيك كل شيئ بات يسير نحو التجزيئ حتى الأفكار باتت اليوم أكثر تحرر من الكينونة الواحدة، ريادة الأعمال في هكذا وضعية تحتاج سرعة ودقة تفكيرية قفز خلف الواقع ابتكار وخلق الحاجة ثم التسويق لها وصناعة توجهات نحوها، فقد لا يبدأ المشروع الريادي انطلاقاً من وجود احتياج فعلي له، على العكس الفكرة الريادية تصنع الحاجة لها وتمضي قدما لتمكينها واقعياً.

العقل غير المؤطر هو سيد الموقف في مضمار الريادة، فهو صانع التحول ومبتكر السباق الريادي.

 

الواقع بكل افرازاته يخذل العقل ويشحنه بالتقليد والقولبة الجاهزة أفكار جاهزة – مشاريع امتدادية تقليدية – هوس تكديس في ظل هذه البيئة نمضي.. إن المتتبع لتوجهات الأعمال الصغيرة في بلادنا وكثير من البلدان العربية يشعر بالإحباط إنها عدوى السياق.. مشروعاً صغيراً ربما نجح هناك يتوالد منه ألف نسخة مكررة النتيجة فشل للجميع كل ذلك نتيجة لغياب الريادية التي تبدأ من التفكير خارج عنق الزجاجة.  

خطوات عملية تقودك للريادة في عملك:

الرائد لايكذب نفسه، والريادة صناعة وليست موهبة، وطالما هي كذلك غدا العالم مختبر عملي للأفكار والتي تشعبت الأعمال فيه وتنوعت حيث لم يعد بالإمكان حصرها، وقولبتها في قوالب جاهزة.

من الخطوات العملية التي تفتح لك الآفاق:

 1- التخصص العلمي، وعشق مضمونه.

2- التصور الإيجابي عن الذات والآخرين .. برمج نفسك على ذلك.

3- الحساسية الفكرية والمعرفية (النباهة ) .. كن نبيهاً.

4- المبادرة وروح التحدي والإرادة الصلبة.

5- الشغف المعرفي.

6- ابدأ والنهاية في عقلك.

7- الرأسمال الحقيقي هو أنت ومقومات المشروع كامنة فيك فقط تعامل معها بجدية.

وأخيراً لاتستسلم للواقع البائس وثق بالله ثم بقدراتك واصنع مشروعك وانطلق. فالمشروع فكرة ومعرفة وتنفيذ.

  

 كتبه د/ عبد الفتاح سالم  الغساني