معنى أن تكون مديراً.. سلسلة التفوق الإداري

معنى أن تكون مديراً.. سلسلة التفوق الإداري

معنى أن تكون مديراً.. سلسلة التفوق الإداري

من هو المدير؟

العمل كمدير لا يقتصر على أن يحمل الشخص لقب منصب إداري، وأن يكون له مكتب كبير، إلى آخر ذلك من المظاهر الخارجية للمنصب، كما أن تصور أن المدير هو من يمتلك  المزايا المادية، كالراتب المرتفع، يعد هذا التصور ليس خطئا فحسب بل مدمر أيضا، فهناك من أصحاب المهن من يفوق دخلهم أعلى الرواتب التي يحصل عليها أكفاء المدراء، وذلك الدخل لا يعني انهم  مدراء، كما أن اعتبار المدير مجرد مسؤول عن آخرين وعما يؤدونه من أعمال اعتبار قاصر، فالمدير مسؤول عن الشركة، حيث هو أداتها الرئيسية، وعلاقته برؤسائه وزملائه لا تقل أهمية عن علاقته بمرؤوسيه ومسؤولياته عنهم .

كما أن الأهمية ليست ما تحدد المدير فالعامل على الماكينة والموظف المهني في المعمل لا يقلان أهمية لأداء الشركة لوظيفتها عن المدير فالعبرة بالمهام والأداء وليست بالأهمية.

إننا لا نستطيع تعريف المدير بأي من الاعتبارات السابقة وإنما من خلال المهمة التي يقوم بها والإسهام الذي يتوقع منه تقديمة.

 

مهام المدير

للمدير مهمتان محددتان لا يستطيع غيره في الشركة القيام بهما، وكل من يقوم بهما يعمل مديراً.

 

المهمة الأولى:

يمكن تشبيه هذه المهمة بمهمة مؤلف موسيقي وقائد فرقة موسيقية في وقت واحد، فهو يضع النوتة الموسيقية ويقود الفرقة الموسيقية لتصبح الآلات الموسيقية – من خلال جهوده – كلا موسيقيا حيويا، رغم أن كل آلة لا تمثل في حد ذاتها إلا ضوضاء فالمدير يعمل على تكامل الموارد وتحويلها الى كيان حي ينمو باستمرار.

إن هذه المهمة تحتاج من المدير إلى أن يستخرج ويفعل أي موضع قوة في الموارد المتاحة – وأهمها المورد البشري – وتحييد أثر أية نقطة ضعف.

كما أن هذه المهمة تتطلب من المدير أن يوازن ويحقق التناغم بين ثلاث وظائف كبرى للشركة وهي:

1- إدارة الشركة.

2 - إدارة المديرين.

3- إدارة العامل والعمل.

وأي قرار أو سلوك يلبي حاجة في إحدى هذه الوظائف، ولكنه يؤثر سلبا على الأداء في وظيفة أخرى هو قرار أو سلوك يضعف الشركة ككل، لذلك لا بد أن يكون كل قرار أو سلوك على حدة صائبا ومناسبا في كل هذه الوظائف الثلاث.

ويحتاج المدير أن يراعى في كل سلوكياته الأداء والنتائج التي تحققها الشركة بالكامل، ومختلف الأنشطة اللازمة لتحقيق الأداء المتزامن.

ولتحسين الأداء العام للشركة على المدير على أن يطرح سؤالين متوازيين معا هما:

1- ما الأداء الأفضل الذي تحتاج إليه الشركة؟ وماذا يتطلبه هذا من مختلف الأنشطة؟

2- ما الأداء الأفضل الذي تستطيع الأنشطة القائمة تحقيقه؟ وما التحسينات الممكنة في نتائج العمل المترتبة على هذا التحسين للأداء؟

 

المهمة الثانية للمدير:

هذه المهمة هي تحقيق التوافق في كل قرار أو فعل بين متطلبات المستقبل القريب والمستقبل البعيد، فلا بد أن يحسب بدقة المخاطر التي يعرض الشركة لها في المستقبل البعيد لحماية مصالحها الآنية وإلا ضحى بالمستقبل لصالح اليوم، لذلك لا بد أن يقلل من التضحية في المجالين إلى أقل درجة ممكنة وأن يصلح الضرر الناتج عن عدم التوازن بين المجالين بأسرع وقت.

 

ماذا يحتاج المدير للقيام بمهام وظيفته؟

  1. إن المدير قبل كل شيء يضع الأهداف العامة والأهداف الجزئية، ويجعل الأهداف ذات كفاءة من خلال تحديد لمن تحتاج الشركة لأدائهم لتحقيق الأهداف، كما أنه يحدد ما لا بد من عمله حتى تتحقق الأهداف، ويحتاج المدير الى قدرة على التحليل والتجميع والتركيب.

  2. المدير ينظم، فهو يحلل الأنشطة والقرارات والعلاقات اللازمة، ويصنف العمل ويقسمه الى أنشطة يمكن القيام بها، ويقسم الأنشطة إلى وظائف يمكن أداؤها، ويرتب المدير هذه الوحدات والوظائف في البنية التنظيمية للشركة، ويختار من يديرون هذه الوحدات ويقومون بتلك الوظائف، ويحتاج المدير الى قدرة على التحليل، وأيضا عدالة ونزاهة واستقامة.

  3. يقوم المدير بالتحفيز والتواصل، ويجمع المسؤولين عن وظائف مختلفة في فريق عمل واحد من خلال علاقته بمرؤوسيه، ومن خلال المكافآت والحوافز على العمل الناجح، ومن خلال التواصل المستمر ويحتاج المدير الى العدالة والنزاهة.

  4. العنصر الأساسي الرابع في عمل المدير هو عملية القياس حيث يضع المدير معايير القياس الأكثر تأثيرا على عمل الشركة، بما في ذلك معايير قياس لكل فرد تؤدى لتحقيق أهداف الشركة، وتعمل في نفس الوقت على مساعدة العامل على القيام بعمله، ويحتاج المدير إلى قدرة على السيطرة على الذات وليس السيطرة على العاملين.

  5. تطوير العاملين أيضا واحده من أهم أعمال المدير، ويحتاج المدير الى القدرة التحليلية ونزاهة الشخصية.

 

والآن!! يمكننا أن نسأل هل يحتاج الشخص لعبقرية أو موهبة خاصة حتى يصبح مديراً؟ وهل الإدارة فن ام فطرة؟

الإجابة كلا!!  فما يقوم به المدير من عمل يمكن تحليله تحليلا منهجيا، وما لا بد للمدير من فعله يمكن تعلمه، ومع ذلك فهناك صفة واحدة لا يمكن للمدير أن يكتسبها فلا بد ان تكون متأصلة فيه وهذه الصفة هي نزاهة الشخصية وليست العبقرية.

       

أ/ عبد الله مانع دماج - خبير الموارد البشرية ومستشار إداري