رجل الأعمال المؤهل لأن يكون رائد أعمال

رجل الأعمال المؤهل لأن يكون رائد أعمال

رجل الأعمال المؤهل لأن يكون رائد أعمال

مصطلح رجل الأعمال يدل على الشخص الذي يمتلك ويدير مشروعا تجاريا أو صناعيا او زراعيا أو خدميا او غيره، ويطلق على الذكر مصطلح رجل أعمال، وإذا كانت انثى فيطلق عليها مصطلح سيدة أعمال، ونظرا لأن مصطلح Business Man يثير حساسية وتفرقة بين الجنسين فقد تم اطلاق مصطلح Businessperson للقضاء على هذه الحساسية. 
فإذا كانت هذه الحساسية تثار عند الغرب فلا مانع من إطلاق لفظ رجل الأعمال على الذكور ومصطلح سيدة أعمال على النساء، ولا يوجد عندي غضاضة في ذلك، بل روعة هذا التفريق يعطي كل من الجنسين حقه.
ورجال أو سيدات الأعمال أنواع كثيرة وبعضهم هو المؤهل لأن يكون رائد أعمال وليس كل من امتلك مشروعا تجاريا أو صناعيا او زراعيا مؤهل لأن يكون رائد أعمال في حياته. 

لماذا كل رجال الأعمال غير مؤهلين لأن يكونوا رواد أعمال؟

الريادة في نظري مرتبطة بالابداع والابتكار، فكل من كان مبتكرا ومبدعا في عمله فهو رائد أعمال، ولو كان من غير صاحب الأعمال، صحيح أنهم يربطون الريادة بالمخاطرة، لكن ليس بالضرورة أن يكون رائد الأعمال مخاطرا، بل يكفي في الريادة الابداع والتطوير والابتكار، لأن الابداع والابتكار في الادارة وفي المشاريع هو السبب الحقيقي لنقل التقنية الهائلة الى هذا المستوى الذي وصلت عليه. 
وفي مقال سمات رائد الأعمال الناجح ذكرنا الصفات التسع التي لا بد أن يتصف بها رواد الأعمال.

أنواع رجال الأعمال:

رجال الأعمال أنواعهم كثيرة جدا، ونقتصر على ذكر الأنواع التالية من رجال الأعمال،
رجل الأعمال المبتكر (Innovators)
رجل الأعمال المقلد  (Imitators)
رجل الأعمال المزاحم (Hustlers)
رجل الأعمال الباحث (Researchers)
رجل الأعمال المشتري (Buyers)
ولكل نوع من أنواع رجال الأعمال خصائص وصفات تميزهم، نحتاج الى ذكر شيء من التفصيل حولهم حتي يتبين لنا من هو الشخص المؤهل لأن يكون رائد أعمال، فليس كل رجل أعمال رائدا.

النوع الأول: رجل الأعمال المبتكر (Innovators)

هذا النوع جذاب جدا من خلال تسميته، حيث نشعر بالارتياح عند قول مبتكر، فهو رجل أعمال مبتكر، قد لا يكون مبتكرا بمعنى مصنعا او صاحب براءة اختراع، لكنه مبتكر في إدخال أنظمة وسياسات ابتكارية في إدارة العمل، هو مبتكر في تفكيره ومبدع في أعماله، يسعى دائما لتسهيل الإجراءات وتذليل الصعبات، يستثمر في الأفكار التقنية والأفكار الريادية، محب للشباب وأكثر تماشيا معهم، مخاطر بدرجة أولى في المشاريع الجديدة، صاحب مال جريء.
من أبرز صفاته أنه يبذل المال الكثير في سبيل البحث والتطوير، غير حريص على المال في سبيل تطوير العمل، وتطوير الأنظمة واللوائح.
مثل أمثال هؤلاء الدكتور محمد الآنسي، الذي بعد أن تولى قيادة مؤسسة الجيل الجديد استطاع أن يحقق نجاحا واسعا للمؤسسة حتى صارت من أفضل المؤسسات في اليمن، لأنه طور العمل الى نظام الآتمتة، وجعل كل منتجات الشركة مؤتمتة مما سهل العمل في مجموعة الجيل الجديد وجعلها تتوسع توسعا كبيرا في عهده.
عندما يكون رائد الأعمال مبتكرا تنمو الشركة في ظل قيادته نموا كبيرا، وذلك لما يتصف به من صفات كثيرة منها حبه للمخاطرة، وسعيه الدائم لتطوير العمل ومواكبة الجديد.
من هذا ندرك أن رجل الأعمال المبتكر هو المؤهل لأن يكون رائد أعمال. فكن مبتكرا في عملك وفي إدارتك وفي تنمية مهارات الموظفين، واسع دائما للتطوير والتحسين المستمر في كل المجالات الادارية والتقنية والتسويقية حتى تكون مؤهلا للريادة.

النوع الثاني: رجل الأعمال المقلد  (Imitators)

هذا الشخص مؤذي لرواد الأعمال، لأنهم بكل بساطة لا يحبون المخاطرة وينظرون للمشاريع التي نجحت وحققت نجاحا فيسعون لتقليدها،
ومن المؤسف في هذه الشخصيات أنها قد تسافر الى بلدان أخرى وتجد فيها بعض المشاريع الناجحة، تم تعود الى بلادها وتعمل على تقليد تلك المشاريع، وبسبب أنها شخصيات غير مبتكرة وغير مبدعة فإنها تنفذ المشروع بتقليد تام دون مراعاة للخصائص الديموجرافية للمجتمع المحلي، وهذا قد يسبب لها خسارات كبيرة، لذلك هذه الشخصيات تحتاج إلى وجود إدارة محنكة تساندها في العمل وتبدع فيه وتعمل على تطويره.
رجال الأعمال المقلدون لا يستثمرون في المشاريع الريادية وفي الأفكار الناشئة، لأنهم من أصحاب رؤوس المال الجبان، ولا يحبون المخاطرة، لذلك لا يمتلكون مشاريع ريادية.
ورجل الأعمال المقلد لن يكون مؤهلا لأن يكون رائد أعمال في كل مشاريعه حتى لو كانت كبيرة جدا، إلا في حال وجد من يساندهم في العمل ويكون ذا عقلية ريادية، وفيقانون السقف ذكرنا مثالا واضحا عن مطاعم ماكدونلدز وكيف أنها لم تتوسع إلا بعد أن وجد فيها قيادي رائد.

النوع الثالث: رجل الأعمال المزاحم (Hustlers)

هذا الرجل يزاحم المبتكرين والمقلدين، هو يمتلك نفس فكر رجل الأعمال المقلد، لكنه اوسع منه لأنه يعمل على تطوير المنتج والخدمة، ويسعى للتميز في تقديم الخدمات، بل ربما يتميز على رجل الأعمال المبتكر، في تنميته للميزات التنافسية، لذلك هو مزاحم.
فرجل الأعمال المزاحم لو امتلك بعض الميزات والأخلاقيات في العمل مع حب الابداع فإنه سيكون رائد أعمال عصامي.

النوع الرابع: رجل الأعمال الباحث (Researchers)

هو الشخص الذي لا يبدأ بمشروع تجاري إلا بعد بحث دقيق ومعلومات متكاملة، فهو يتميز بالبطء باتخاذ القرار في تبني الأفكار وتطوير العمل، رجل الأعمال الباحث في كثير من الأحيان لا يصلح بأن يكون رائد أعمال؛ لأنه لا يحب المخاطرة، ويعتمد على الأرقام والمعلومات الدقيقة والمتكاملة، فهو مصاب بهوس شديد بسبب الأرقام ولا يعتمد على الحدث، وبالتالي قد يتأخر كثيرا مما يجعل غيره يسبقه. لذلك فهو غير مؤهل في نظري لأن يكون رائد أعمال.

النوع الخامس: رجل الأعمال المشتري (Buyers)

هذا هو المستحوذ، فهو صاحب مال ويترقب المشاريع الواعدة والصاعدة والناجحة ويسعى للاستحواذ عليها، بعد دارستها ومعرفة مسقبلها، قد يكون هذا الرجل من المستغلينن لكنه يقدم فائدة كبيرة لرواد الأعمال الصاعدين، إذ يمكنهم من امتلاك سبل الريادة وامتلاك رؤوس أموال تساعدهم على بناء مشاريع كبيرة ومذهلة، قد يكون رجل الأعمال المشتري رائد أعمال نظرا لأنه يحب الاستثمار في الأفكار الصاعدة والناجحة، صحيح أنه غير مبتكر ولا يستطيع الابتكار من البداية، لكنه يدرك بعمق ما هي المشاريع الريادية، ولذلك يسعى للاستحواذ عليها، فلذلك هو في نظري يعد من الشخصيات المؤهلة لأن يصبح رائد أعمال محنك، ومن أبرز صفاته المخاطرة ويمتلك رأس مال جريء. فهو رجل أعمال مؤهل لأن يكون رائد أعمال. 
 
إلى هنا نكون قد انتهينا من الكلام عن رجال الأعمال المؤهلين لأن يصبحوا رواد أعمال، وبينا أنواعهم وحددنا من منهم المؤهل لأن يكون رائد أعمال.
وفي الأخير ما نقوله مجرد رأي وتحليل للواقع قد نصيب فيه ونخطئ
والله الموفق